التزاماً بقرار تجميد العلاقات مع إسرائيل، الذي اتخذه قائد المجلس العسكري الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، في كانون الثاني الماضي، طلبت نواكشوط، أمس، من موظفي هيئة السفارة الإسرائيلية مغادرة الأراضي الموريتانية في غضون ثمانٍ وأربعين ساعة.وقال مسؤول موريتاني رفيع المستوى، لم يُفصح عن هويته، إن «السلطات الموريتانية أعطت فريق عمل السفارة الإسرائيلية في نواكشوط مهلة 48 ساعة لمغادرة البلاد»، فيما أكّد مسؤول آخر مقرّب من الحاكم العسكري الموريتاني، الجنرال محمد ولد عبد العزيز، رفض أيضاً الكشف عن هويته، أنّ قرار طرد الدبلوماسيين الإسرائيليين، مرتبط بالقرار السابق الذي اتخذته السلطات في كانون الثاني الماضي والمتعلق بتجميد العلاقات مع الدولة العبرية.
وأضاف المسؤول «هذه هي النتيجة المنطقية لقرار تجميد العلاقات بين إسرائيل وموريتانيا، لا شيء جديداً فيه». وأشار إلى أنّ هذا الأمر كان متوقّعاً، موضحاً أنّه «بعد القرار الذي اتخذه الجنرال عزيز خلال قمة الدوحة، بُعثت رسالة عبر مندوب من وزارة الخارجية الموريتانية إلى إسرائيل من أجل مغادرة البلاد».
وشوهد فريق السفارة الإسرائيلية في نواكشوط أمس يشدّ رحاله لمغادرة البلاد، بعد إنزال العلم الإسرائيلي من على مبنى السفارة. وأكّد شهود عيان أنّ الفريق الدبلوماسي غادر نواكشوط.
في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي في وزارة الخارجية، رفض الكشف عن هويته، إنه لم يجرِ إخبار الدولة العبرية رسمياً من جانب موريتانيا بقرار طرد السفير، مضيفاً «لا نعلم بعد ما الذي يحصل في نواكشوط بالتحديد، ما زلنا نتأكّد من الأمر. لم يطلعونا على أنهم ينوون طرد سفيرنا لديهم».
وأشار المسؤول نفسه إلى أن توقيت القرار يمكن أن يكون مرتبطاً بالزيارة المرتقبة للزعيم الليبي، معمر القذافي، إلى نواكشوط، مضيفاً «ربما هم فقط يستعرضون بأنهم أقوياء».
وموريتانيا هي إحدى الدول العربية الثلاث التي تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، إضافة إلى الأردن ومصر، وقد أبدت غضبها الشديد جرّاء عملية «الرصاص المصهور» في غزة في أواخر كانون الأول الماضي التي استمرت 22 يوماً.
وكانت قمة الدوحة، التي عقدت في 16 كانون الثاني الماضي، وسُميت قمة غزّة، قد أصدرت قراراً بتجميد العلاقات مع الدولة العبرية بمختلف أشكالها، وعلى أثرها، أعلن ولد عبد العزيز تجميد العلاقات، ثم أمر بغلق سفارة بلاده لدى الدولة العبرية. كما أعلنت حينها قطر تجميد العلاقات مع إسرائيل، وهي دون مستوى العلاقات الدبلوماسية الكاملة، وإغلاق المكتب التجاري الإسرائيلي لديها بعد الطلب من فريقه مغادرة الدوحة.
(أ ف ب، رويترز)