لا شك أن ملف تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس» لا يزال خاضعاً لتيارات المد والجزر، بين كلام عن تفاؤل وآخر متشائم. إلا أن الأكيد يتجلّى في فشل رئيس الوزراء المنتهية ولايته، إيهود أولمرت، في إنجاز هذا الملف الذي سينقل بطبيعة الحال إلى خلفه اليميني، بنيامين نتنياهو، الذي يعلن حكومته اليوم.وغداة إعلان القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، أول من أمس، توقف مفاوضات التبادل إلى «أجل غير مسمى»، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن معظم أسرى «حماس» الواردة أسماؤهم ضمن قائمة الأسماء الذين تشترط إسرائيل إبعادهم خارج المناطق المحتلة لإطلاق سراحهم، يوافقون على الإبعاد. وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية قد جمعت قادة «حماس» داخل السجون بناءً على توجيهات عليا، لتمكينهم من اتخاذ قرار بشأن المفاوضات يساهم في تطويع الموقف المتصلب لقيادة الحركة في الخارج.
وقضية الإبعاد هي إحدى النقاط العالقة التي أدت إلى تعثر مفاوضات التبادل قبل أسبوعين، بعدما أعربت الحركة الإسلامية عن رفضها لهذا الشرط قبل أن تعود وتوافق بشرطين، أولهما ألا يتجاوز عدد الأسرى المبعدين الآحاد، وثانياً أن يكون ذلك مقروناً بموافقة الأسرى أنفسهم على الإبعاد.
إلا أنه رغم الموقف المستجد الذي نسبته الصحيفة لأسرى «حماس»، تبقى القضية موضع خلاف بين الطرفين. فوفقاً لـ«يديعوت»، لا يزال يوجد خلاف جوهري في ظل مطالبة إسرائيل بأن «يكون الإبعاد إلى خارج حدود فلسطين لا إلى قطاع غزة، وآخر يتعلق برفض إسرائيل إطلاق سراح 125 أسيراً».
في المقابل، أعلنت «حماس» أنها «غير آسفة لإعلان الاحتلال الإسرائيلي إغلاق ملف تبادل الأسرى في مقابل الجندي الأسير في غزة، جلعاد شاليط». واتهم القيادي في الحركة، أسامة المزيني، الاحتلال بإفشال «وساطات دولية عدة، بما فيها الوساطة المصرية، بسبب التعنت والردود المتصلبة»، مضيفاً «لدينا مطالبنا ولا يهمنا من يفتح هذا الملف أو يغلقه. ما يهمنا فقط الاستجابة لمطالبنا».
وشدد المزيني على أن «حماس لا تلهث وراء فتح الملف»، لافتاً إلى أن الاحتلال حكم على شاليط بـ«سجن طويل الأمد لرفضه الاستجابة لشروط المقاومة».
وفي ما يتعلق بإقرار الاحتلال الضغط على الأسرى الفلسطينيين رداً على فشل المفاوضات، من خلال سحب ما يتمتعون به من «امتيازات»، قال المزيني إن «الأسرى انتزعوا ما يتمتعون به من امتيازات بسيطة من مخالب السجان البغيض بالإضراب ومعارك الأمعاء الخاوية».
في السياق، قال المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية، أبو مجاهد، إن «محاولة الحكومة الإسرائيلية فرض قائمة جديدة للأسرى أدت إلى إفشال إتمام صفقة التبادل».
إلى ذلك، قالت صحيفة «هآرتس» إن مصلحة السجون الإسرائيلية «تستعد لاحتمال حصول تمرد داخل المعتقلات التي تضم أسرى فلسطينيين على خلفية توجهها لتشديد ظروفهم المعيشية».
(الأخبار)