فاتن الحاجانتظر لبنان ضوءاً أخضر «يضمن» وصول مساعداته إلى مستشفيات قطاع غزة فأتى من الأردن وتحديداً الهيئة الأردنية الهاشمية التي ستتولى عملية التسليم. وقد تقرر أن تقلع طائرة «الميدل إيست» الخاصة المحمّلة بـ20 طناً من المواد الطبية، الخامسة من صباح الأحد المقبل، من مطار بيروت إلى عمان، فالقطاع عبر وزارة الصحة الفلسطينية هناك والتابعة لحكومة حماس المُقالة. هكذا تنطلق الدفعة الأولى من مساعدات الحكومة باسم الشعب اللبناني إلى الغزاويين، بعد «استنفار» وزارة الصحة اللبنانية ومكتب لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في السرايا الحكومية برئاسة السفير السابق خليل مكاوي. وجرى الوقوف، حسب مصادر اللجنة، على التفاصيل الدقيقة لجهة التنسيق وإرسال كتب رسمية إلى طيران الشرق الأوسط والهيئة الأردنية والسفارة الأردنية في بيروت والسفارة اللبنانية في الأردن لتنظيم نقل المساعدات نقلاً كاملاً. يذكر أنّ الصليب الأحمر الدولي ووكالة الأمم المتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) سيتوليان مراقبة وصول المساعدات. ماذا عن الرؤية السياسية التضامنية؟ يقول السفير مكاوي إنّ موقف الحكومة اللبنانية واضح من العدوان على غزة وهو التعالي عن الخلافات اللبنانية ـــ الفلسطينية والفلسطينية ـــ الفلسطينية والعربية ـــ العربية وهناك شفافية في الرؤية السياسية والتحرك الدبلوماسي والإعداد للإغاثة ضمن الإمكانات المتاحة. ويؤكد أنّ هناك إجماعاً وطنياً لبنانياً على دعم أهل غزة عبر التنسيق الكامل مع جميع الفصائل الفلسطينية في لبنان، وخصوصاً أنّ ممثل منظمة التحرير الفلسطينية عباس زكي وممثل حركة حماس أسامة حمدان يشاركان في كل الاجتماعات التي تعقد لهذه الغاية. ويشير إلى أنّ الطائرة الأولى ستحمل المساعدات من وزارة الصحة فقط.
أما على الصعيد اللوجستي، فيوضح وزير الصحة العامة الدكتور محمد جواد خليفة لـ«الأخبار» «أننا تلقينا تعهداً من الهيئة الأردنية بنقل المواد الطبية عبر خط سريع مباشر من الأردن إلى قطاع غزة». وهنا يجدّد خليفة التأكيد «أنّها مساعدات لا تحمل جدلاً لكونها موجهة للمستشفيات فقط، كما أنّها ليست مساعدات استعراضية كمية بل تستجيب للائحة المواد الضرورية التي وصلتنا من الشبكة الميدانية في غزة، وبالتالي تركّز على مداواة جرحى الحرب من أمصال وضمادات ومستلزمات طبية للعمليات الجراحية وأدوية للحروق». ويتحدث عن مرحلة ثانية «مرهونة بمدى إمكان تسهيل العمل الميداني في الداخل الفلسطيني وتتمثل بإرسال وزارة الصحة فرقاً طبية لبنانية لإجلاء الجرحى ومعالجتهم في لبنان». لكن خليفة يلفت إلى «أنّنا لن نلجأ إلى هذه المرحلة قبل التأكّد من وصول الدفعة الأولى بناءً على بيان واضح من الداخل وبواسطة الشبكة المتكاملة من الجهات التي نتواصل معها هناك». ويشدد على أنّ «العمل مهني ويرتكز على العلم والوقائع أكثر من العفوية والعواطف».


حملة إعلامية

أطلق مجلس الوزراء اللبناني حملة شعبية تضامنية مع أبناء غزة المنكوبين. وفيما ينتظر أن يعلن رقم حساب في المصرف المركزي لجمع التبرعات المالية، تنطلق الأحد المقبل حملة إعلامية في الصحف والإذاعات والتلفزيونات لمناصرة الغزاويين تحت شعار «إنّه وقت التضامن» (التضامن مع الشعب الفلسطيني، والتضامن اللبناني الفلسطيني، والتضامن العربي). وتأتي هذه الحملة بالتوازي مع الاتصالات السياسية والنشاط الدبلوماسي الداعم لعقد قمة عربية وبحث العدوان الصهيوني على القطاع.