432 شهيداً و2280 جريحاً وإجلاء الأجانب يُنذر بـ«الأسوأ»غزة ــ قيس صفدي
ما يشهده قطاع غزّة هو أكثر من حرب. يوم أمس كان السابع على بدء المذبحة الإسرائيلية. وعمدت الطائرات الحربية الإسرائيلية إلى توسيع عمليتها العسكرية، إذ شملت قائمة أهدافها المجلس التشريعي، ووزارة العدل، وعشرات المنازل والمساجد، ومواقع ومقارّ أمنية سبق تدميرها.
وارتفعت حصيلة شهداء «المحرقة» الإسرائيلية إلى 432 شهيداً، بينهم عشرات الأطفال والنساء، فيما تجاوز عدد الجرحى أكثر من 2280 جريحاً، بينهم أكثر من 400 في حال الخطر.
وكأول «صيد ثمين» تقتنصه طائرات الاحتلال منذ بدء الغارات الجوية المكثفة صباح السبت الماضي، طاولت غارة جوية شاركت في تنفيذها عدة طائرات حربية من طراز «إف 16»، القيادي في «حماس» نزار ريان وزوجاته الأربع، وأحد عشر من أبنائه.
واستشهد أمس سبعة فلسطينيين، بينهم خمسة أطفال، ثلاثة منهم من عائلة واحدة، وأصيب العشرات في سلسلة غارات جوية شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية في مناطق متفرّقة من القطاع.
وقالت مصادر محلية وطبية إن «ثلاثة أطفال من عائلة الأسطل استُشهدوا في غارة جوية إسرائيلية نفذتها طائرة حربية، بينما كانوا يلهون أمام منزلهم في بلدة القرارة، جنوب القطاع».
ودمرت غارة جوية إسرائيلية منزل القيادي في «كتائب القسام»، عماد عقل، في مخيم النصيرات للاجئين، وسط القطاع.
وفي السياق، أعلنت مصادر طبية استشهاد الشاب فادي شبات (20 عاماً)، والفتى حماد مصبح (15 عاماً)، في غارتين جويتين منفصلتين في بلدة بيت حانون شمال القطاع، وحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
كما أعلنت المصادر الطبية استشهاد الطفلة كريستين وديع الترك (6 أعوام)، متأثرة بجروح خطيرة أصيبت بها في غارة جوية سابقة في حي الصبرة في مدينة غزة. واستشهد المواطن فؤاد المطوق في غارة جوية استهدفت منزلاً سكنياً في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع. وقالت مصادر محلية إن طائرة حربية إسرائيلية استهدفت مسجد عمر بن عبد العزيز في بلدة بيت حانون، شمال القطاع، ما أدى إلى تدميره.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية، طوال ساعات ليل أول من أمس، استهدفت 15 منزلاً سكنياً في مناطق مختلفة في القطاع، ما أدى إلى تدميرها وسقوط عدد من الجرحى.
وألقت الطائرات الحربية الإسرائيلية على قطاع غزة آلاف المنشورات التي تدعو الفلسطينيين الى الإبلاغ عن أماكن وجود مقاومين لـ«حماس». وقال جيش الاحتلال، في بيانه الذي كتب باللغة العربية، إن «مطلقي الصواريخ والعناصر الإرهابية يمثّلون خطراً عليكم وعلى عائلاتكم». وأدرج في المنشورات رقم هاتف، وعنوان بريد إلكتروني لإرسال أي معلومات عن «نشاط العناصر الإرهابية». وكتب في نهاية البيان «صوناً لأمنكم نرجو منكم المحافظة على السرية التامة عند إقامة أيّ اتصال بنا».
وفي غضون ذلك، أطل رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، للمرة الثانية منذ بدء العمليات العسكرية، في كلمة متلفزة بثتها فضائية «الأقصى» التابعة لـ «حماس»، وصف خلالها ما يتعرض له القطاع بأنه «حرب حقيقية».
وقال هنية، الذي بدا واثقاً من فشل العدوان في تحقيق أهدافه، إن الشعب الفلسطيني «سيخرج من وسط الدمار والقصف والقتل بسلام». وأضاف إن «ما يجري في غزة حرب بلا أخلاق ومبادئ وتجاوزت كل الأعراف والشرائع السماوية والأرضية. إنها حرب إبادة». ورأى أن «الحرب لا تستهدف حماس والحكومة فقط، بل تستهدف الشعب الفلسطيني في قضيته».
بدوره، اعتبر رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل ان الحركة «لم تخسر الا القليل القليل جدا» من قوتها العسكرية. وقال، في كلمة متلفزة، «اطمئن اهلنا واحباءنا أن المقاومة في غزة بخير وبناها التحتية بخير». ودعا إلى استكمال الانتفاضة الثالثة في الضفة.
وهدّد مشعل إسرائيل بـ «مصير أسود» في حال أقدمت على الاجتياح البري للقطاع. كما دعا مصر إلى فتح معبر رفح. وحدّد 3 مطالب للحركة «وقف إطلاق النار، ورفع الحصار، وفتح كل المعابر».
وفي مبادرات الهدنة، ظهرت مصر كوسيط مجدداً، إذ أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، أن بلاده «تجري اتصالات مع مسؤولين في حماس للتداول معها بشأن الأفكار المطروحة لوقف إطلاق النار بينها وبين إسرائيل».
وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية، أن الوزير أحمد أبو الغيط «كلف السفير المصري في تل أبيب نقل رسالة إلى وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، بضرورة امتناع إسرائيل عن القيام بعمليات برية في القطاع، وضرورة وقفها للعمليات العسكرية كلها وقفاً فورياً».
وفي السياق، نفت حركة «حماس» أن تكون قد وافقت «بشروط» على اقتراحات الاتحاد الأوروبي بشأن التهدئة مع إسرائيل، بعدما كان قد نسب إلى فوزي برهوم قوله إن «حماس» «موافقة على المبادرة شريطة وقف العدوان وإنهاء الحصار بمختلف أشكاله وفتح جميع المعابر ووجود ضمانات دولية لعدم تكرار هذه الحرب الإرهابية مجدداً»..
كما أعلن ناطق عسكري إسرائيلي أن «مئات الأجانب يغادرون اليوم (أمس) قطاع غزة هرباً من القصف الإسرائيلي، عن طريق معبر ايريز في إسرائيل»، موضحاً أن «المعبر أعيد فتحه ليتاح للرعايا الأجانب الخروج من قطاع غزة».
وكانت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي قد ذكرت أن نحو 400 شخص يحملون أكثر من جنسية، سيسمح لهم بالمغادرة.