عاد سلاح النفط إلى الخطاب الإيراني أداةً للتهديد، لكن هذه المرة من بوابة غزة، حيث دعا مسؤول عسكري إلى قطع إمدادات النفط كوسيلة للضغط على حلفاء إسرائيلأعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران، علي لاريجاني، أمس أن الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة سيحوّل هذه المنطقة إلى «مقبرة للصهاينة»، فيما واصلت طهران تحركاتها الدبلوماسية على أكثر من صعيد، لكسر الحصار.
وأعلن رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، سعيد جليلي، أول من أمس، أن أي مبادرة لحلّ مشكلة غزة يجب أن تتضمّن وقف «العدوان» وإنهاء الحصار الإسرائيلي. وشدّد، في حديث صحافي بعد لقائه في بيروت الرئيس اللبناني ميشال سليمان، على «ضرورة وقف العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وإنهاء الحصار لبحث أي مبادرة للحلّ».
وفي مؤتمر صحافي عقده أمس في دمشق، استبعد دخول إيران أو حزب الله في مواجهة عسكرية مع إسرائيل على خلفية الأحداث الحاصلة في غزة. وقال، ، إن «الشعب الفلسطيني في غزة بإمكانه الدفاع عن نفسه جيداً وما يحتاج إليه الشعب هو فك الحصار وإيقاف العدوان فحسب».
وكان جليلي التقى في بيروت كلّاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كما زار ضريح الشهيد عماد مغنية.
ووصل جليلي إلى بيروت آتياً من دمشق، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح.
وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن الأسد بحث مع جليلي في «سبل تحرك الدول الإسلامية لإرغام إسرائيل على وقف المجازر التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وسبل فتح المعابر وكسر الحصار المفروض على القطاع».
وبخصوص لقاء جليلي مع الفصائل الفلسطينية، قال أمين سر «فصائل تحالف القوى الفلسطينية»، خالد عبد المجيد، لـ «الأخبار»، إن جليلي اطّلع من الفصائل على اقتراحاتهم «لدعم الجهود العربية والإسلامية والدولية لوقف العدوان»، حيث ستقوم إيران «من خلال علاقاتها الدولية بالتحرك لمواجهة الضغوط والاقتراحات الأميركية في مجلس الأمن التي تبنّت الشروط الإسرائيلية».
وفي طهران، قال علي لاريجاني، الذي يبدأ اليوم زيارة إلى دمشق، إن «الصهاينة واجهوا دفاعاً مستميتاً من جانب الفلسطينيين، وإن أبطال المقاومة الفلسطينية يرون أن هذا الدفاع هو دفاع عن مصيرهم، وعلى الصهاينة أن يعلموا بأن غزة ستكون مقبرة لهم».
ومن ناحيته، قال ممثل مدينة قم في مجلس الشورى، محمد رضا آشتياني، إن عدداً من القادة العرب «يخونون القضية الفلسطينية وذلك من خلال مساعدة القادة الصهاينة على تنفيذ مخططاتهم الدنيئة».
وفي السياق، قال نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، «إن المسؤولين في مصر والسعودية هم في مقدمة الذين يتحمّلون المسؤولية في العدوان الذي يشنّه الكيان الصهيوني وأميركا على غزة».
ودعا وزير الخارجية الإيرانية، منوشهر متكي، في اتصال هاتفي مع نظرائه في إسبانيا والبرتغال وسويسرا وتشيكيا، الدول الأوروبية إلى بذل اهتمام أكبر لإنهاء الوضع المأساوي في غزة، معتبراً أن أي وقف لإطلاق النار رهن برفع الحصار عن غزة.
أما عضو مجلس خبراء القيادة الإيرانية، آية الله أحمد خاتمي، فاتهم أميركا بالمسؤولية عن عدوان غزة، مشيراً إلى «ضلوع الاتحاد الأوروبي وبعض الأنظمة العربية، ولا سيّما مصر والسعودية في هذه الجريمة».
إلى ذلك، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، إن الأسلحة اليدوية التي يمتلكها أهالي غزة كافية لمواجهة العمليات العسكرية. وأضاف إن «المجاهدين في غزة يمتلكون شجاعة لا نظير لها في التاريخ»، مؤكداً أن «المقاومة في غزة ستهزم إسرائيل خلال أيام». وتابع أن «وصمة عار الصمت أمام جرائم إسرائيل ضد أهالي قطاع غزة، ستبقى على جبين بعض قادة الدول العربية».
ونسبت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية «ارنا» إلى القائد العسكري باقر زاده قوله إن النفط «واحد من عناصر الضغط القوية» على الداعمين الغربيين لإسرائيل في «الحرب غير المتكافئة» التي يخوضها الفلسطينيون في غزة، داعياً إلى «قطع صادرات النفط الخام عن مؤيدي النظام الصهيوني في العالم».
وأصدر طلاب جامعة مشهد بيانا قالوا فيه «إننا نطالب الحكومة الإسلامية باتخاذ قرار ثوري عاجل بحظر تصدير النفط إلى الدول التي تدعم إسرائيل وإغلاق مكتب رعاية المصالح المصرية والسفارة الأردنية في طهران إغلاقاً تامّاً وقطع العلاقات مع الأنظمة الرجعية».
كما تظاهر أكثر من ألف استشهادي يلبسون الأكفان ويحملون أعلام حزب الله في شوارع طهران تعبيراً عن استعدادهم لنصرة الفلسطينيين.
في هذا الوقت، صادق مجلس صيانة الدستور على مشروع قرار للحكومة الإيرانية يلزمها بتقديم كل أنواع الدعم للشعب الفلسطيني ما يعني أنه لن يكون هناك أيّة حدود للدعم الإيراني الماليّ والاقتصادي وغيرهما. وأعلن النائب اليهودي الإيراني، سيامك مره صدق، أن اليهود الإيرانيين جمعوا المساعدات وأرسلوها إلى الفلسطينيين في غزة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، مهر)