جدّد أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، أمس الدعوة إلى عقد قمة عربية طارئة لاتخاذ موقف موحّد حيال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، معتبراً أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يشمل رفع الحصار وفتح جميع معابر القطاع.وقال الشيخ حمد، في خطاب متلفز، «نجدد الدعوة إلى عقد قمة عربية طارئة وأترك هذا الخيار لقادة الأمة العربية». وأضاف «لقد دعونا في قطر إلى عقد قمة عربية طارئة لاتخاذ موقف من العدوان على غزة، وقد أثبت تحرك الشارع العربي والعديد من قوى السلام في العالم أن هذا هو أقل ما تتوقعه الشعوب منا».
ورأى أمير قطر أنه «في حال توافر الإرادة، يمكن العرب اتخاذ قرارات مؤثرة على الساحة الدولية وعلى إسرائيل»، مضيفاً إنه «ما لم تتوافر لدينا الإرادة، فلن يستمع إلينا المجتمع الدولي... فقبل أن يستمع إلينا المجتمع الدولي علينا أن نستمع نحن إلى مجتمعنا العربي». وشدد الشيخ حمد على وجوب أن «يكون واضحاً أن هدف التحرك السياسي ليس حصاد نتائج العدوان أو ترجمة جرائمه إلى إنجازات سياسية تخدم المعتدي، وأن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يشمل رفع الحصار وفتح جميع المعابر»، معتبراً أن كل من يدعو إلى وقف متبادل لإطلاق النار «يساوي بين الجاني والضحية ويبرر العدوان والحصار بأثر رجعي».
ووصف أمير قطر ما يحصل في قطاع غزة بأنه «حرب إبادة»، مشدّداً على «ضرورة وقف إطلاق النار حقناً للدماء بطريقة تضمن وقف الحصار»، مضيفاً إن «الحصار غير إنساني وغير قانوني»، وإن «أي تبرير له هو عمل غير أخلاقي». وأشار إلى أن ما يجري في غزة يحتم التحرك، مضيفاً إن من يتحرك عليه «أن يعلم أن دماء الشهداء أمانة في أعناقنا جميعاً، وأنها بذلت دفاعاً عن الوطن وضد الحصار».
وقال الشيخ حمد إن «قطاع غزة يخضع منذ ثلاثة أعوام لحصار ظالم يشمل حتى الغذاء والدواء، لا لسبب سوى لأن الشعب الفلسطيني تعامل مع الديموقراطية بجد وقرر خياراته». ورأى أن إسرائيل بقيت قوة احتلال للضفة وغزة حتى بعدما انسحبت من القطاع من طرف واحد، مشيراً إلى أن التهدئة لم تمنعها من الاستمرار في الاغتيالات والاجتياحات، فيما حوّل الحصار قطاع غزة إلى معسكر اعتقال. وأضاف إنه «عندما فشل الحصار في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، جاء العدوان العسكري اليوم استمراراً له».
وأشار أمير قطر إلى أن بلاده «اختارت طريق السلام العادل، وتحمّلت وزر هذا الموقف وما ترتب عليه من ادعاءات ولكنها تريد السلام العادل والشامل، لأنه في مصلحة كل الأطراف لا العرب فحسب» و«أن هذا لا يتماشى مع استمرار الاستيطان وتهويد القدس والحصار والعدوان على الآمنين».
(قنا)