مع استمرار العدوان على قطاع غزة، ووسط مخاوف من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع المحاصر، استمرت المواقف الدولية الداعية إلى وقف إطلاق النار، والسماح بإيصال المساعدات إلى المدنيين.وفي السياق، أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أنّ أيّ وقف لإطلاق النار يجب أن يتضمن شروطاً لمنع حماس من استهداف إسرائيل بالصواريخ، مشدداً على ضرورة أن «لا يكون الثمن اتفاقاً لن يحول دون تكرار الأزمة». كما عبّر عن قلق الولايات المتحدة من الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وعن تفهّمه لرغبة إسرائيل في «الدفاع عن نفسها». وقال «من الواضح أن إسرائيل قررت الدفاع عن نفسها وعن سكانها»، معتبراً أن «حماس سبب الوضع الحالي في غزة».
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أسفه لعدم تمكّن مجلس الأمن من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وأشار إلى أنه «يجب أن نعمل بكد مع أعضاء المجلس ومع مسؤولين رئيسيين آخرين، وخصوصاً مع قادة عرب، من أجل تسهيل التوصل إلى تفاهم». كما استدعى بان مبعوثه الخاص للسلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، كي يطلعه على الوضع على الأرض في غزة، بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية الجارية». وأضاف أنه يشعر بقلق حيال الوضع الإنساني في غزة، وطلب من السلطات الإسرائيلية فتح ثلاثة معابر حدودية للسماح بدخول القمح والوقود والإمدادات الأساسية الأخرى.
من جهة ثانية، في محاولة للالتفاف على فشل مجلس الأمن في إصدار قرار ملزم يوقف العمليات العسكرية، أعلن رئيس الوزراء الماليزي عبد الله أحمد بدوي أن ماليزيا ستسعى بالتعاون مع ممثّلي بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي إلى عقد دورة استثنائية طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، للضغط من أجل التوصل إلى وقف العنف المتصاعد في غزة، وإلى اعتماد قرار «متحدون من أجل السلام». وأعرب عن أمله «ألا تقدم الولايات المتحدة وحلفاؤها على إجهاض المساعي لعقد الجلسة». ورأى أن قيام إسرائيل بشن هجوم بري «هو عمل من أعمال الحرب الشاملة التي لا ينبغي للمجتمع الدولي أن يتسامح معها».
كذلك، أعلن الرئيس السنغالي عبد الله واد، الذي يترأس حالياً منظمة المؤتمر الإسلامي، أنه ينوي القيام بجولة «وساطة» في الشرق الأوسط. وقال إنه «تلقّى منذ زمن طويل دعوات لزيارة إسرائيل وقادة فلسطين». موضحاً أنه «قرر برمجة هذه الزيارة»، التي ستقوده إلى الأردن، مصر، إسرائيل وغزة.
وفي إسبانيا، دعا رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو، ووزير خارجيته ميغل أنخيل موراتينوس، إلى «وقف إطلاق نار فوري» بين إسرائيل وحركة حماس. ورأى ثاباتيرو أن «لا حلّ عسكرياً للأزمة». وأضاف «أن الاعتماد على قوة السلاح بدون الأخذ بالاعتبار العواقب البشرية الهائلة التي لا يمكن إصلاحها، هو طريق لا يفضي إلى أي مكان»، ودعا إلى إفساح المجال «بصورة عاجلة أمام الدبلوماسية والمنطق». من جهته، أعلن موراتينوس أنه لا يمكن المجتمع الدولي أن يكتفي بالتوصل إلى وقف إطلاق النار، بل يجب «البحث في حضور دولي يستطيع أن يشرف على ضمان وجود الأمن لكلا الجانبين، ويمنع تكرار الأزمة».
بدوره، دعا رئيس الوزراء الأوسترالي، كيفن رود، للتوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع في غزة، يتضمن وقف إطلاق النار والصواريخ، فضلاً عن فتح المعابر. واعتبر أنه يجب على إسرائيل الوفاء بالتزاماتاها الإنسانية في إطار القانون الدولي، تجاه سكان قطاع غزة، وأن تسمح لهم بالحصول على الغذاء والمساعدات الإنسانية والطبية.
كذلك أعربت الصين واليابان وبنغلادش عن قلقها حيال مصير المدنيين في قطاع غزة، وطالبت الأطراف المعنية بوقف العمليات العسكرية والعمل على إحلال التهدئة.
( رويترز، أ ف ب، أ ب، يو بي آي)