Strong>علّقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمس عملياتها في قطاع غزة بعد استهدافها من قوات الاحتلال، التي ارتكبت مجزرة أول من أمس في إحدى مدارسها في جبالياهاجمت الطائرات الإسرائيلية الثلاثاء الماضي مدنيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، لجأوا إلى مدرسة الفاخورة التي تديرها «الأونروا» في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، فقتلت 42 شخصاً على الأقل. استهداف المدارس والأطفال جرائم اعتادت القوات الأسرائيلية ارتكابها بحجة وجود مقاتلين داخلها أو في محيطها، وهو ما نفته الأمم المتحدة.
وأعلن مدير مستشفى كمال عدوان، حيث نُقلت الضحايا، الطبيب بسام أبو وردة، أنّ «غالبية الشهداء من النساء والأطفال المدنيين الذين احتموا داخل المدرسة من القصف الإسرائيلي في مناطق سكناهم».
واتهم الجيش الإسرائيلي «حماس» باستخدام المدنيين «دروعاً بشرية». وقال إن «قواته أطلقت قذائف هاون على مدرسة الفاخورة بعدما أطلق نشطاء قذائف هاون على مواقعها من داخل المدرسة الواقعة بمخيم جباليا للاجئين». وأضاف: «بين القتلى العديد من ناشطي حماس، وخصوصاً البعض من المسؤولين عن إطلاق القذائف في هذه المنطقة». وأكد أنه «يقوم بكل ما هو بإمكانه لتفادي إصابة ضحايا مدنيين».
وبرّرت حكومة الاحتلال فعلتها بأن قواتها كانت تردّ على إطلاق قذائف هاون انطلاقاً من مدرسة تابعة للأمم المتحدة في شمال القطاع. وقال المتحدث باسم الحكومة، مارك ريغيف، إن «العناصر الأولية تُشير إلى أنه حدث إطلاق نار معاد على إحدى وحداتنا انطلاقاً من مبنى للأمم المتحدة. وردّت وحدتنا على إطلاق النار». واتهم «حماس» بالاحتماء بين المدنيين، قائلاً إنها «تملك منشآت عسكرية ومخازن أسلحة في مناطق مدنية. والكثير منها يوجد في منازل ناشطين تابعين لحماس مع أسرهم وأطفالهم».
الادّعاءات الإسرائيلية دحضتها الأمم المتحدة. وقال مدير العمليات في «أونروا»، جون جينغ، إنه زار مدرسة جباليا خلال الهدنة التي استمرت ثلاث ساعات الأربعاء، موضحاً: «أكدت لي إدارة المدرسة من جديد، وهم موظفون عندي ومتمرسون وذوو مناصب رفيعة ويخدمون منذ أمد طويل أنّه لم يكن هناك نشطاء في المدرسة». وأضاف: «أنا واثق الآن من أنه لم يكن هناك أي نشاط لنشطاء داخل المدرسة»، مجدّداً الدعوة إلى إجراء تحقيق مستقل.
بدوره، أعلن المتحدث باسم «الأونروا»، كريس جونيس، أن «نيران الهاون جاءت من خارج مجمع المدرسة لا من داخله»، مضيفاً: «هذه تفرقة هامة للغاية، لأننا كنا محل اتهام بمزاعم بالغة الخطورة بأن مبانينا يجري استخدامها في إطلاق صواريخ».
وأعرب المدير العام لمنظمة «اليونسكو» كويشيرو ماتسورا، والممثلة الخاصة للأمم المتحدة للأطفال في النزاعات المسلحة راديكا كوماراسوامي، عن قلقهما الشديد. وذكرا في بيان أن «الأمم المتحدة أقامت هذه المنشآت ليلجأ إليها المدنيون الهاربون من المعارك».
وقال ماتسورا: «هذه الهجمات تثير الصدمة، ينبغي عدم توريط المدارس في نزاع عسكري»، بينما دعت كوماراسوامي «جميع الأطراف إلى أن تتفق على وقف لإطلاق النار لمصلحة الأطفال والسكان المدنيين الذين يتحملون عبء النزاع».
وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث باسم وكالة «الأونروا» كريس غانيس تعليق مجمل نشاطاتها الإنسانية في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الوكالة، التي توزع الغذاء على نحو 750 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية: «لقد علقت الأونروا عملياتها في غزة». وأضاف: «سنُبقي على هذا التعليق ما دامت السلطات الإسرائيلية لا تضمن أمن فرقنا»، وذلك بعد استشهاد سائق يعمل لدى الوكالة.
(أ ف ب، رويترز)