عمّت التظاهرات المندّدة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مختلف بقاع العالم. ففي إيران، عقب صلاة الجمعة، تجمهر آلاف المواطنين وفرق من قوات التعبئة الباسيج، مرتدين الأكفان نصرةً لغزة في ساحة فلسطين، وأعلنوا استعدادهم للقتال إلى جانب «حماس» وفصائل المقاومة في فلسطين. ورددوا شعارات تدعو إلى فتح باب الجهاد، ونددوا كذلك بالحكام العرب المتواطئين، وبإسرائيل وأميركا وجرائمهما في غزة.وفي السياق، حمّلت طهران الرئيس الأميركي، جورج بوش، مسؤولية المجازر الإسرائيلية في غزة، وطالبت بمحاكمته وقادة إسرائيل كمجرمي حرب في المحكمة الدولية. ورأى عضو مجلس خبراء القيادة، آية الله أحمد خاتمي، أن «الحكم العادل لهؤلاء هو الإعدام شنقاً أمام الرأي العام العالمي». وعلّق على قرار مجلس الأمن الدولي بشأن غزة قائلاً إن «مجلس الأمن أنشئ أساساً بهدف إقرار الأمن في العالم، لكنه اليوم أصبح مجلساً أميركياً بامتياز، ويُسهم في انتشار اللاأمن». واتهم النظام المصري بالتجسس لإسرائيل، وتزويدها بمعلومات عن المواقع الحساسة للمقاومين الفلسطينيين.
بدوره، رأى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، هاشمي رفسنجاني، عدم التزام إسرائيل ـــــ كما في السابق ـــــ بقرار مجلس الأمن الدولي «دليلاً آخر على صوابية خيار المقاومة، التي ستحقق النصر الأكيد في النهاية». وأشار إلى أن دول الممانعة والشعوب التي تدعم حركة «حماس» هي الخزان والعمق الاستراتيجي للمجاهدين في فلسطين، مشدداً على أن «ما يحدث في غزة هو فاجعة إنسانية لا نظير لها عبر التاريخ».
أما في إقليم كشمير الهندي، فقد جُرح 10 متظاهرين و6 من رجال الشرطة بعدما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا للتنديد بالهجوم الإسرائيلي، ورردوا شعارات «الموت لإسرائيل والحياة لفلسطين».
ونظّم ناشطون من الحزب الشيوعي الهندي في العاصمة نيودلهي، تظاهرة احتجاجاً على الهجمات على قطاع غزة.
بدورها شهدت كل من باكستان وبنغلادش تظاهرات للاحتجاج على هجمات إسرائيل على غزة. وأحرق نشطاء من حزب الخلافة في بنغلادش دمية ونعشاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.
ولجأت الشرطة في نيروبي إلى الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا بعد انتهاء صلاة الجمعة، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وحملوا لافتات كُتب عليها «لا لذرف دماء الأبرياء»، و«أوقفوا المجزرة في غزة»، و«يجب على إسرائيل، التوقف عن قتل الأبرياء».
وفي جاكارتا، تجمعت نحو 200 امرأة خارج السفارة المصرية، ولوحن بصور القتلى والجرحى من الأطفال الفلسطينيين. وحثت المتظاهرات مصر على فتح الحدود مع غزة لمرور المساعدات الإنسانية.
أما في ماليزيا، فتجمع أكثر من ألفي متظاهر أمام السفارة الأميركية، داعين الولايات المتحدة إلى استخدام نفوذها لوقف الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة. كذلك تجمع المئات خارج المسجد الرئيسي في كوالالمبور. ودعت الجماعات الإسلامية في البلاد إلى مقاطعة البضائع الأميركية.
وفي تركيا تجمع الآلاف خارج مسجد بيازيت في إسطنبول للتنديد بالعدوان الإسرائيلي، وأضرموا النار في الأعلام الأميركية والإسرائيلية وأدوا صلاة الجنازة على أرواح شهداء العدوان.
وفي أوروبا، نظم أفراد الجالية العربية والإسلامية، بالإضافة إلى ناشطين في مجال حقوق الإنسان، تظاهرة في بوخارست، أمام مقر الحكومة الرومانية للاحتجاج على العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة.
وفي النروج، أصيب ستة أشخاص، بينهم خمسة من عناصر الشرطة، وأُوقف 31 آخرون في أوسلو إثر حصول مصادمات بين تظاهرتين، الأولى متضامنة مع الفلسطينيين، والثانية مؤيدة لإسرائيل. كذلك تجمع المئات أمام مسجد دزوميا، في مدينة بلوفديف في بلغاريا، ورفعوا لافتات كتب عليها «الإسرائيليون إرهابيون»، و«نريد السلام في فلسطين».
وفي ديترويت، خرج المئات في مسيرة، بعضهم يحتجّون على العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وبعضهم لإبداء التأييد لها. وأظهرت لقطات المتظاهرين وهم يرفعون لافتات وأعلاماً.
وكان لافتاً في إيطاليا الدعوة التي أطلقتها النقابة العمالية، فلايكا كب، من أجل مقاطعة متاجر في وسط روما لها صلة بالجالية اليهودية. وقال الرئيس الإقليمي للنقابة، جيانكارلو دسيديراتي: «ما تقترحه مبادرتنا هو مقاطعة محددة لإسرائيل، لأن من يستخدم القوة العسكرية ضد المدنيين العزل سواء كان فلسطينياً أو إسرائيلياً يرتكب جريمة ضد الإنسانية».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، أب )