شنت إسرائيل، أمس، هجوماً مزودجاً على وكالة «الأونروا»، متهمةً حركة «حماس» باختراقها، وعلى سويسرا «لانحيازها» بعد دعمها عقد الدورة الطارئة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنساناتهم سفير إسرائيل في فيينا، دان أشبيل، أمس، حركة «حماس» باختراق وكالات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة. وقال لصحيفة «بروفيل» الأسبوعية النمساوية ينشر اليوم: «هل تعلمون من هم العاملون اليوم في الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)؟ إنهم أُناس من حماس يوزعون المساعدات على الموالين للحركة».
وبرر أشبيل الضربة الإسرائيلية التي تعرضت لها الثلاثاء الماضي مدرسة تابعة للأونروا في شمال قطاع غزة وأدت إلى سقوط أكثر من 40 قتيلاً، مدّعيّاً أنه «كان هناك مستودع لأسلحة حماس تحت المدرسة». واستطرد «حتى هذه المنظمة الإنسانية خاضعة لسيطرة حماس التي تستغلها سلاحاً ضد شعبها».
تصريحات أثارت دهشة «الأونروا»، ما دفع المتحدث باسم المنظمة في القدس المحتلة، كريس غانيس، إلى القول: «تصلنا إشارات متناقضة من السلطات الإسرائيلية». وأضاف: «أمس (الجمعة) أعربوا عن أسفهم لمقتل موظفينا ودعونا إلى استئناف عملنا الإنساني في أقرب وقت، واليوم يتهم سفير إسرائيلي العاملين أنفسهم بأنهم إرهابيون. يبدو أن السلطات الإسرائيلية مرتبكة».
حتى إنّ سويسرا لم تسلم من انتقادات تل أبيب، حيث رأى السفير الإسرائيلي في سويسرا، إيلان إيلغار، لصحيفة «سوناتغزيتونغ»، أن دعم برن لعقد الدورة الطارئة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان «يثير الكثير من الشكوك، لأن سويسرا تتخذ بذلك موقفاً من إسرائيل». وأضاف: «لقد تدخلنا لدى الإدارة الفدرالية للشؤون الخارجية».
كذلك أعرب الدبلوماسي الإسرائيلي عن «أسفه» للتظاهرة المعادية لإسرائيل في برن، أول من أمس. وقال: «لا ينبغي نسيان أن مئات الآلاف من الإسرائيليين يعيشون منذ فترة طويلة في قلق وخوف من صواريخ حماس»، معرباً عن أسفه لأنه لم تكن هناك «أي تظاهرة» لمصلحتهم.
على الصعيد الإنساني، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أول من أمس عن قلقها من وضع المدنيين العالقين في قطاع غزة الذي «يزداد تفاقماً» بعد أسبوعين من بداية العدوان الإسرائيلي. وأعلنت، في بيان، «ازدياد وضع المدنيين تفاقماً»، مشيرةً إلى «تدهور كبير في وضع المدنيين العالقين في المناطق التي تدور فيها العمليات العسكرية». كذلك أعلنت أن «العديد من مراكز الإسعاف الأولية متوقفة»، وأن العتاد الطبي بدأ ينفد في مستشفيات شمال قطاع غزة، حيث يستحيل الوصول منذ يومين.
(أ ف ب، رويترز)