رشا أبو زكيالساعة التاسعة صباحاً، يُفاجأ المشاركون في اعتصام المنظمات اليسارية اللبنانية والفلسطينية في الإسكوا بأصوات بعيدة تردد شعارات مناهضة للحصار على غزة. «لم يكن بعلمنا أن أحداً ما يريد الاعتصام اليوم أمام الإسكوا» يقول أحدهم. دقائق ويصل حوالى 60 شاباً وشابة إلى محاذاة الاعتصام المفتوح، يتقدم أحدهم ويتحدث إلى عربي العنداري قائلاً: «نحن طلاب في مدرسة رمل الظريف، لم تقبل الإدارة أن ننفذ تظاهرة تنطلق من المدرسة لتصل إلى اعتصامكم، فأتينا من دون موافقتها. هل نستطيع الانضمام إليكم؟». يدخل الطلاب إلى الاعتصام المفتوح، وعلى وجوههم رُسمت أعلام فلسطين، وفي أياديهم شعارات أبرزها «إسرائيل شر مطلق. فليسقط حسني مبارك. أين أنتم يا عرب؟ غزة أرض العزة».
يتقدم شاب إلى اليساريين المعتصمين منذ 16 يوماً أمام الإسكوا ويروي حكايته: «لقد كانت فكرتنا أن نقيم صندوقاً للتبرعات المادية، وإرشادات لطلاب المدرسة في الأماكن التي يجب أن يتبرعوا فيها بالدم، لإرسال هذا الدعم إلى أهالي غزة، لكنّ الإدارة لم تقبل. فبدأنا الدعوة إلى تظاهرة تنطلق من أمام مدرسة رمل الظريف إلى اعتصامكم المفتوح، وذلك لمشاركتكم في تحرككم، وكانت طريقة الدعوة عبر الفايسبوك والإيميلات والاتصالات الهاتفية، إضافة إلى التواصل المباشر مع الطلاب في جميع الصفوف».
تتدخل فتاة لا يتعدى عمرها 17عاماً: «حضّرنا اللافتات والشعارات وكل شيء، ووقف حوالى 300 طالب في ملعب المدرسة استعداداً للانطلاق، لكنّ الإدارة رفضت خروجنا من حرم المدرسة، ونحن من استطاع أن «يزمط» من الطلاب».
«ولكن ماذا ستفعلون الآن مع الإدارة؟ لماذا لم تأتوا بعد انتهاء دوامكم المدرسي؟» يسأل أحد المعتصمين اليساريين. يتقدم شاب ويشرح: «لم نكن نعلم أن اعتصامكم مفتوح، إذ إننا نرى أن تحركاتكم تنطلق من أمام الإسكوا، ولكننا ظننا أنكم تأتون إلى هنا وتنفذون تحركات، ومن ثم تذهبون إلى منازلكم. وبالتالي فقد مررنا صباح اليوم قرب اعتصامكم ورأينا الأعلام واعتقدنا أنكم تنفذون تحركاً مؤقتاً، لذلك أصررنا على المجيء لنستطيع المشاركة معكم».
ويضيف الشاب: «نناشد إدارة المدرسة عدم طردنا، إذ يجب أن تتفهم موقفنا، وأن تعلم أننا نتألم كثيراً مما يحدث في غزة، ولم نجد طريقة للتعبير عن غضبنا سوى تنظيم تظاهرة، لذلك نحن لا نقصد أن نقف في وجه الإدارة، لكن كانت مشاعرنا تجاه ما يحدث في غزة يحكم خطواتنا».
وقف الطلاب حوالى نصف ساعة في الاعتصام. استعلموا عن أساليب تحرك المنظمات اليسارية، وتشتتوا. البعض ذهبوا إلى المدرسة ليستطلعوا موقف الإدارة، والبعض الآخر ذهبوا إلى منازلهم، واثقين بأنهم سيتعرضون للطرد في اليوم التالي.