صور ـ آمال خليلولأن التوقيت مثالي لعرض «قوم يابا» كما يعتقد قاسم، فقد قام بالتواصل مع خيمة الاعتصام المفتوح اليسارية أمام الإسكوا، ورتّب عرضاً أول قدمه في العراء، تبعه عرض ثان خلال التظاهرة اليسارية الأولى أمام السفارة الأميركية في عوكر، ثم ثالث أمام السفارة المصرية. بعدها بيومين عرضت الفصائل الفلسطينية استضافته في مخيم الجليل في بعلبك.
في «قوم يابا»، يجسّد قاسم دور والد الشهيد محمد الدرة، فيستعرض في أقل من 30 دقيقة شريط حياته حيث «خلقت في 1948 ودخلت المدرسة بحرب السويس وأنهيت الثانوية بحرب حزيران وتزوّجت بحرب أكتوبر وخلق ابني الأول بحرب الليطاني والثاني بحرب لبنان ومات أبوي بحرب الخليج. وبعدها توقفت عن الإنجاب تحسّباً لوقوع حرب جديدة. وما بعمل عيد ميلاد. أنا والحرب توأم، كمان بدي إعملها عيد ميلاد».
ويكمل قاسم رواية فصول حياته في مخيم غزة الكبير على مسمع ابنه الشهيد المسجّى حتى يصل إلى العدوان على غزة، فيبشّره «بأن العرب جاؤوا وفتحوا المعبر». أما النهاية فنترك تخيّلها للقارئ لكي لا نحرم جمهور قاسم من المفاجأة.
طوال أسابيع ثلاثة من العروض الجوالة، كان قاسم يغادر منطقة البص الهادئة صباح كل يوم ويعود مساءً آملاً أن يجد بعض الغضب قد كسر هدوءها، لكن أمله كان يخيب في كل مرة.