strong>منذ بدأ عهده، يحاول نيكولا ساركوزي أن يجعل من بلاده لاعباً أساسياً على الساحة الدولية، فيسعى من خلال تعاطيه مع المسائل الدولية إلى أن يظهر جدارته عن طريق «محاولة» الحفاظ على حياديتهرأى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، أن الهجوم الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة منذ ثلاثة أسابيع لن يساعد على تحسين أمنها، داعياً إلى وقف لإطلاق النار. وفي حديثه عن الملف النووي الإيراني، اعتبر أنه يجر طهران نحو مواجهة خطيرة مع المجتمع الدولي.
وشدد ساركوزي، في كلمته أمام الدبلوماسيين الأجانب في باريس، على «أن التدخل (العسكري الإسرائيلي) لن يعزز أمنها». مؤكداً أن «الأزمة في غزة هي مأساة إنسانية، غير مجدية ودموية، ينبغي إنهاؤها».
وأوضح ساركوزي أن «بلاده دانت توغل الجنود الإسرائيليين في غزة. ولم يكن قراراً سهلاً»، مذكراً «بتمسك فرنسا» وتمسكه الخاص «بأمن» الدولة العبرية «غير القابل للتفاوض»، من دون أن ينسى التذكير بإدانة بلاده لـ«استراتيجية حماس القاضية بإطلاق صواريخ» على إسرائيل.
وقال ساركوزي إن بلاده «صادقة في صداقتها مع إسرائيل» كما أنها «صادقة في دعمها القضية الفلسطينية المطالبة بدولة. إن فرنسا ستبذل كل ما بوسعها للمساعدة على إحلال السلام في هذه المنطقة»، داعياً رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت إلى أن «يخاطر» في سبيل السلام.
يشار إلى أنه في نص كلمة الرئيس الفرنسي، الذي وزع للصحافة، أكد ساركوزي أن اتفاق السلام «في متناول» الطرفين. كما أكد استعداده للعودة إلى الشرق الأوسط «إذا استدعت الحاجة» من أجل «تسريع إبرامه». غير أنه عاد عن الجملة الأخيرة عند إلقاء كلمته.
وعلى مستوى الملف النووي الإيراني، رأى ساركوزي أن برنامج تخصيب اليورانيوم «ليس له أي هدف مدني»، مشيراً إلى أن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية أبدت قلقها بشأن التطورات السريعة في برنامج التخصيب الإيراني». وتوجه إلى الإيرانيين بالقول «سيحين وقت اتخاذ القادة الإيرانيين خياراً، فإما يسببون مواجهة خطيرة مع المجتمع الدولي أو نصل أخيراً إلى حل للأزمة عبر المفاوضات التي بدأت قبل خمس سنوات، وهذا هو ما تريده فرنسا».
وأكد ساركوزي نية الدول الست التي تتفاوض مع طهران (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا إضافةً إلى ألمانيا)، إجراء «حوار صريح ومباشر» معها، معتبراً أن «العمل على اتفاق ممكن، لكن على القادة الإيرانيين اتخاذ قرارهم الآن».
(ا ف ب)