strong>تحرّكات غاضبة من سيدني إلى نيومكسيكو أصوات الغاضبين لا تزال تصدح من جاكرتا إلى مدريد ومن سيدني إلى نيومكسيكو، في ظاهرة غير مسبوقة على صعيد إدانة جرائم إسرائيل في فلسطين. تظاهرات لم يعكّر صفوها سوى بعض استفزازات مؤيدي الدولة العبرية في ألمانيا وإسبانيا، حيث كان يوم السبت يوماً أوروبياً بامتياز، سارت خلاله التظاهرات في العديد من العواصم والمدن شجباً لمجازر إسرائيل الوحشية بحق أبناء غزة المحاصرين بين نار العدو وظلم ذوي القربى. ووسط هذه الصورة، لا تزال لعبة الكر والفر بين السلطات المصرية والمواطنين الغاضبين مستمرة من أجل إنجاح تظاهرات، لم يسلم دعاتها من الاعتقالات وملاحقات رجال الأمن، الذين يحاصرون بدورهم غزة

ألقت الشرطة المصرية أمس القبض على عشرات المتظاهرين وضربت أعداداً منهم، فيما انتزعت آلات تصوير صحافيين في تظاهرات سارت رغم الحظر والتضييق في وسط القاهرة وشمالها.
ودعت جماعة «الإخوان المسلمين» إلى تظاهرة وسط القاهرة، لكن تضييق القوى الأمنية عليها دفعها للانتقال إلى منطقة غمرة القريبة وإلى شمال المدينة. وقال شهود عيان إن الشرطة حاولت إلقاء القبض على متظاهرين أمام جامع النور في ميدان العباسية (شمال القاهرة)، لكن زملاءهم قاوموها، وإن المتظاهرين حاولوا التجمع في تظاهرة واحدة أمام جامع الفتح في ميدان رمسيس، لكنّ الشرطة ردت على تحركهم بالضرب بالهراوات وإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع. وأوضح الشهود أن الشرطة ألقت القبض على نحو 20 من المارة في منطقة غمرة للاشتباه بأنهم سينضمون إلى التظاهرة.
وفي السعودية، أعلن بيان لجمعية «حقوق الإنسان أولاً»، أن السلطات الأمنية أطلقت سراح 22 شخصاً من معتقلي التظاهرات الشعبية المناصرة لأهالي غزة، التي شهدتها محافظة القطيف (شرق) قبل أكثر من أسبوعين.
وذكر البيان أن السلطات قررت إطلاق المعتقلين، ومعظمهم من الشيعة، بعد مساعٍ واتصالات مكثفة قام بها رجال دين وناشطون حقوقيون وعائلات السجناء على مدى أسابيع.
غير أن الجمعية ذكرت أن السلطات «تحفّظت على الإفراج عن المعتقل كامل عباس الأحمد لرفضه توقيع تعهد يحمل في طياته إدانة مستقبلية» لأي تظاهرة.
وفي عمان، دعت أحزاب المعارضة الشعب الأردني إلى مقاطعة الشركات والمنتجات الأميركية احتجاجاً على الدعم الأميركي للهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال رئيس الملتقى الوطني للنقابات المهنية وأحزاب المعارضة، عبد الهادي الفلاحات، خلال تظاهرة سارت في عمان أمس، إن «هذه الشركات تموّل الحرب على أبناء شعبنا في غزة وكل دينار يشترى به يعادل رصاصة تسيل الدماء».
كذلك، جاب نحو 12 ألف شخص شوارع العاصمة التونسية، في مسيرة ضخمة دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل، طالبوا فيها الأنظمة العربية بنصرة المقاومة في غزة وفتح باب الجهاد والكف عن ترديد شعارات السلام مع إسرائيل. وشهدت ليبيا تظاهرة مماثلة.
وفي أنقرة، رفع متظاهرون بلغ عددهم عشرات الآلاف، لافتات تقول «فلتسقط أميركا». وشهدت مدينتا كراتشي ولاهور الباكستانيتان، تظاهرات حاشدة، انتقدت بحدة الرئيس المصري حسني مبارك.
وفي جاكرتا، حمل المتظاهرون رموزاً لأطفال غزة، فيما حيّا زعيم الجماعة الإسلامية، أبو بكر بشير، مجموعات شبابية من المتطوعين الإندونيسيين للجهاد في فلسطين.
أمّا في هونغ كونغ، فقد تظاهر العشرات ضد إسرائيل، فيما أضاء محتجّون في العاصمة الفيليبينية مانيلا، الشموع خارج الكنيسة المعمدانية الموحدة.
وفي فرنسا، سارت العديد من التظاهرات في باريس وليون وبوردو ومرسيليا، وحمل متظاهرون لافتة كُتب عليها «أوقفوا التواطؤ الفرنسي الإسرائيلي». ولوحظ تكسير واجهة مطعم وجبات سريعة أميركي لدى مرور المسيرة.
كذلك، حطّم غاضبون واجهة مقهى «ستاربكس» خلال تظاهرة في لندن، حيث بلغ عدد المحتجين نحو 3500، حسبما ذكرت الشرطة. كما تظاهر بضعة آلاف في مدينة برمنغهام، شمال إنكلترا.
وتظاهر آلاف الأشخاص في العاصمة الإيطالية روما ومدينة آسيزي (وسط إيطاليا)، وحمل بعض المتظاهرين لافتات تصف إسرائيل بأنها «نازية». وتحدث وزير الخارجية السابق، ماسيمو داليما، إلى المتظاهرين منتقداً الحكومة الحالية برئاسة سيلفيو برلوسكوني. وقال إنها لم تفعل «كل ما في وسعها» لوضع حد للصراع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي.
أيضاً، تظاهر أكثر من ألف شخص في أثينا وعدد من المدن اليونانية مثل لاريسا (وسط) والبيلوبونيز (جنوب). وفي بروكسل، حمل متظاهرون دمى تمثّل أطفالاً مصابين بالقذائف، فيما سار بضعة آلاف مواطن بوسني في سراييفو، مطالبين بوقف العنف في غزة.
كما تظاهر فلسطينيون في شوارع مدينة سيدني، فيما شهدت نيومكسيكو تجمعاً أمام مقر السفارة الإسرائيلية دعماً لغزة.
على صعيد المساعدات، أكد الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، محمد العيطان، أن المملكة أرسلت أكثر من ثلاثة آلاف طن من المساعدات الغذائية والطبية إلى أهالي غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في 27 كانون الأول. كذلك أرسلت قطر شحنة إضافية من المساعدات.
ووصلت طائرة مساعدات بلجيكية، أمس، إلى عمان محمّلة بالمواد التموينية والأدوية، حيث سترسل الهيئة حمولتها على الفور إلى قطاع غزة. وأعلنت فرنسا وإسبانيا وبريطانيا، أمس، زيادة مساعداتها الإنسانية إلى غزة.
وأفاد الفاتيكان، في بيان له، أن البابا بنديكتوس السادس عشر أرسل مساعدة مادية إلى المؤسسات الكاثوليكية الموجودة في قطاع غزة لمساعدة سكانها الذين يتعرضون لـ«أزمة إنسانية خطيرة».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب)


استفزازات إسرائيلية لتظاهرة ألمانيّة

برلين ــ غسان أبو حمد وحاولت بعض القوى الداعمة لإسرائيل، رمي ملصقات على الطرقات تتهجّم فيها على حركة «حماس» بهدف إحداث اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة الألمانية، لكنها فشلت في مسعاها. وسار نحو ألف متظاهر في دويسبورغ (غرب ألمانيا)، فيما عبّر في المقابل، نحو 200 شخص عن دعمهم لإسرائيل. كذلك، شهدت مدينتا غلادبك وفيردن (غرب ألمانيا)، تظاهرات مماثلة.