لم يفاجأ الإيرانيون بنتائج الحرب الإسرائيلية على غزة، فقد رأت طهران أنها النصر الثاني على الجيش الذي لا يُقهر، بعد النصر الأول الذي حققته المقاومة في لبنان عام 2006
طهران ـ محمد شمص
في إطلالة غير مسبوقة، دعت سيدة إيران الأولى، أعظم فراحي، زوجة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، زوجة الرئيس المصري حسني مبارك، سوزان، إلى حثّ زوجها على فتح معبر رفح ومساعدة الفلسطينيين في غزة. وأضافت فراحي، في رسالة بعثت بها إلى نظيرتها المصرية، أن «زوجات الرؤساء عادةً يعملن على إنجاز الأعمال الخيرية ومساعدة الناس، لكن من المستغرب أن بعضهنّ يقفن مكتوفات الأيدي ويلتزمن الصمت أمام الفجائع الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في غزة».
من ناحيته، قال نجاد إن السعي لتنفيذ قرارات قمة الدوحة ومتابعتها بصورة نهائية في قمة الكويت، سيكون انتصاراً كبيراً للدول الإسلامية.
ورأى نجاد، في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الأسد، أن مواقف الأخير وكلمته في قمة الدوحة «كانت واعية وثورية»، مؤكداً مضاعفة التنسيق والتعاون في قضية غزة. وقال «إن أحداث غزة مريرة ومحزنة، لكن نتائجها كانت مكلّلة بالنصر، وفي الظروف الحالية من واجبنا مساعدة الشعب الفلسطيني والمقاومة من أجل الاستمرار في حياته على أرضه».
من جهته، أكد الرئيس السوري دعم مقاومة الشعب الفلسطيني. وقال «لا نسمح بإضعاف المقاومة، وإذا أعلنت إسرائيل وقف إطلاق النار، فليس بمعنى انتهاء الحرب ويجب أن تنسحب من غزة وتنهي الحصار».
من جهة ثانية، أفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، أن الرئيس الإيراني أجرى اتصالاً هاتفياً آخر مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أكد فيه أن مؤتمر الدوحة تمخض عن نتائج جيدة بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني، مثمّناً مبادرة قطر في إغلاق المكتب التجاري الإسرائيلي. وقد اتصل نجاد للغاية نفسها بنظيره السوداني عمر حسن البشير.
من ناحيته، أشار رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، خلال استقباله السفير الفرنسي لدى طهران برنارد بولتي، إلى دور باريس الضعيف تجاه أزمة غزة، معتبراً أن وقف إطلاق النار الذي أعلنته إسرائيل بعد ارتكابها المجازر البشرية جاء متأخراً.
من جهة أخرى، دعا رئيس تحرير صحيفة «جمهوري إسلامي» الإيرانية المحافظة، حسين شريعتمداري، إلى «مدّ المقاومة في فلسطين بالسلاح علناً ومن دون الخجل من أي أحد، ولا سيما أن الرأي العام العربي والإسلامي أصبح مهيّأً، فهو لا يرفض ذلك بل يطالب بتسليح المقاومين وخاصة أن إسرائيل قد تعيد الكرّة». وأضاف شريعتمداري، المقرّب من المرشد الأعلى علي خامنئي، في «مؤتمر غزة ووسائل الإعلام» في طهران، أن «المعركة مع إسرائيل لم تنته بعد، بل بدأت وكانت أولى جولاتها هزيمة في عدوان 33 يوماً على لبنان و22 يوماً على غزة وستكون المعركة النهائية بمواجهة لن تستغرق أكثر من 11 يوماً».
في سياق متصل، شهدت مدينة قم الإيرانية تجمّعاً حاشداً لطلاب الحوزة العلمية الدينية، فيما تشهد طهران اليوم تظاهرة ضخمة مركزية من طلاب الجامعات في احتفال بعنوان «طلاب ضد الصهيونية» سيخطب نجاد فيها.
وأعلنت لجنة الإمداد أنها ستضع كل أيتام غزة تحت رعايتها ومسؤوليتها.