حيفا ــ فراس خطيبأعطى تضامن فلسطينيي الـ48 مع إخوتهم العالقين تحت وطأة المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة ذريعة قوية للسلطات الإسرائيلية للانتقام منهم. فمنذ بدء الحرب على غزة، والتي يصرّ الإسرائيلييون على تسميتها «عملية عسكرية»، اعتقلت أجهزة الأمن الإسرائيلية 763 من فلسطينيي الـ48، بينهم 244 قاصراً، بحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، التي أوضحت أن غالبيتهم من مناطق الشمال والجليل. وكانت السلطات أيضاً قد اعتقلت 222 فلسطينياً من سكان القدس الشرقية المحتلة.
وبدا جلياً خلال المسيرات والتظاهرات التضامنية أن الشرطة الإسرائيلية مارست أساليب انتقامية لقمع المتظاهرين، معتمدة أسلوب الاعتقال بهدف كسر عزيمتهم ومنع الآخرين من المشاركة في النشاطات المقبلة. إلا أن السلطات لم تنجح، بعدما سجّل فلسطينيو الـ48 تضامناً منقطع النظير مع إخوتهم في غزة، وكان عدد المشاركين هو الأكبر تاريخياً.
وفي السياق، قال رئيس لجنة الدفاع عن الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل، أمير مخول، إن «الاعتقالات سياسية، ولم تجر بسبب مخالفات ارتكبها المعتقلون». وأضاف أن «45 في المئة من المعتقلين هم من القاصرين دون الثامنة عشرة، وجزء كبير منهم حتى لم يتجاوز الخامسة عشرة»، معتبراً أن «هذا جزء من الانتقام السياسي ضد الاحتجاج العربي». وتابع مخول «يريدون كسر شوكة الجيل الشاب الذي أثبت أنه يتمتع بمستوى عالٍ من الهوية القومية في السنوات الأخيرة».
وكانت السلطات الإسرائيلية قد استهدفت أيضاً قيادة الجماهير العربية، واعتقلت شرطة الاحتلال الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديموقراطي عوض عبد الفتاح، خلال مشاركته في تظاهرة احتجاجية نظّمها طلاب جامعة حيفا، وقضى ليلة في السجن. كما استدعى جهاز الأمن العام (الشاباك) سكرتير الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، أيمن عودة، للتحقيق، إضافة إلى الأمين العام لحركة أبناء البلد، محمد كناعنة.
بالتوازي، استدعى الشاباك مخول الذي قال بعد التحقيق «لقد قالوا لي إنني أعمل ضد أمن الدولة، وإني مخرّب. وإذا كنت كذلك، فليقدّموا ضدي لائحة اتهام، ماذا ينتظرون؟!».
وواصل فلسطينيو الـ48 فعالياتهم الاحتجاجية، حيث انطلقت أول من أمس مسيرة ضخمة في النقب الفلسطيني، شارك فيها أكثر من عشرة آلاف شخص، أدانوا الاعتداء الغاشم على القطاع. ويرى القياديون في النقب أن هذه التظاهرة هي الأكبر تاريخياً، حيث رفع فيها المتظاهرون شعارات «لا للمجازر في غزة». كما شارك الآلاف في مسيرة نظمتها قوى عربية ويهودية في مدينة يافا، تحت شعار «غزة يافا قضية واحدة وشعب واحد».