لا يزال الهاجس النووي الإيراني مسيطراً على المسؤولين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين، وتفاقم مع وصول باراك أوباما إلى سدة الرئاسة الأميركية باعتباره يرفع شعار محاورة الجمهورية الإسلامية.وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية لصحيفة «جيروزاليم بوست»، أمس، أن إسرائيل بدأت في رسم الخيارات المتاحة من أجل توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية من دون التنسيق مع الولايات المتحدة. وأضافت أنه على الرغم من أن تل أبيب تفضّل التنسيق مع واشنطن، إلا أنها نقلت عن أحد كبار المسؤولين في وزارة الدفاع قوله إن «التنسيق هو الأفضل، لكننا نستعد أيضاً لخيارات لا تتضمن تنسيقاً».
كذلك نقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن توجيه ضربة إلى إيران من دون الحصول على الشيفرة الخاصة من سلاح الجو الأميركي الذي يسيطر على المجال الجوي العراقي «سيكون أمراً صعباً لكن ليس مستحيلاً»، مشيرين إلى أن إسرائيل طلبت الحصول على الشيفرة عام 1991 خلال حرب الخليج الأولى، لكنّ الولايات المتحدة رفضت طلبها. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى «ثمة مخاطر كثيرة عند تنفيذ عملية كهذه».
وفي المقابل، نسبت صحيفة «التايمز» البريطانية، أمس، إلى مصدر دفاعي إسرائيلي نفيه أن تكون إسرائيل تخطّط لضرب المنشآت النووية الإيرانية من دون الحصول على دعم الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن أيّ هجوم تشنّه تل أبيب منفردة لن يتمكّن من تدمير كل المنشآت النووية لدى طهران.
وذكرت الصحيفة أن المصدر الدفاعي، الذي لم يكشف عن هويته، قال «إن شنّ إسرائيل هجوماً أحادي الجانب سيخفق في تدمير جميع المنشآت النووية (الإيرانية)، لأنها منتشرة في جميع المناطق الإيرانية، وأخفي بعضها تحت الأرض».
وأضاف المصدر الدفاعي، لـ«التايمز»، «لا نستطيع أن نغامر بعملية نجاحها جزئيّ، لكونها ستجعلنا معرّضين لهجوم نووي من مخزون الأسلحة الباقية لدى إيران، كما أن إسرائيل تحتاج إلى دعم من قوات دولة حليفة لضمان نجاح أي عملية تشنّها ضد إيران». وأضاف المصدر «أن سلاح الجوّ الأميركي يسيطر على المجال الجوّي العراقي، وتحتاج الطائرات الحربية الإسرائيلية إلى عبوره»، مضيفاً أن «الحصول على مداخل من الأميركيين سيحسّن كثيراً فرص إسرائيل في شنّ ضربة جوية ناجحة ضد إيران، غير أن إسرائيل تحتاج إلى أسلحة متطوّرة كي تتمكّن من تدمير المنشآت النووية لدى طهران، لأن الإيرانيين وضعوا معظمها في غرف محصّنة تحت الأرض».
يشار إلى أن العديد من التقارير الصحافية أشار أخيراً إلى أن الرئيس الأميركي جورج بوش رفض إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر لضرب المنشآت الإيرانية. وكان اللواء في سلاح الجو الإسرائيلي، إيدو نيهوشتان، قد قال لصحيفة «دير شبيغل» الألمانية إن الجيش الإسرائيلي يستعد لمجموعة واسعة من الخيارات، مضيفاً أن كل ما يتطلّبه إطلاق عملية هو اتخاذ قرار في المستوى السياسي.
(يو بي آي)