strong>أولمرت يعلن انتهاء المرحلة الأولى من العدوان ... وباراك يهدّد بتوسيعهأنهت إسرائيل المرحلة الأولى من حربها على قطاع غزة، بعدما استنفدت خيارها الجوي، وهي تقف الآن بين خيارين: إما القبول باتفاق يتضمن وقف إطلاق النار، وإما البدء بعملية برية بهدف مواصلة الضغط على حركة «حماس»

علي حيدر
ذكرت التقارير الإعلامية الإسرائيلية أن قادة الأجهزة الأمنية قدموا توصية لرئيس الحكومة إيهود أولمرت بوقف الحرب على «حماس» بهدف فحص نقطة الخروج من العملية قبل بدء المسار البري النوعي. ويرى قادة الأجهزة الامنية أن مساراً كهذا لا ينبغي أن يكون إسرائيلياً أُحادياً، بل ينبغي استغلال مبادرات وقف النار التي طُرحت، وفي مقدمتها مبادرة وزير الخارجية الفرنسية، برنار كوشنير، الذي اقترح، بحسب صحيفة «هآرتس»، تهدئة لمدة 48 ساعة تهدف إلى دراسة استعدادات «حماس» لالتزام وقف النار ووقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. ولفتت الصحيفة إلى أن «ليلة إضافية من قصف حماس يرافقها سقوط خسائر بشرية ستؤدي إلى الضغط على الحكومة وتحفيزها لاتخاذ قرار بعملية برية قبل محاولة وقف النار».
إلا أن «الشاباك» نفى التوصية بهدنة، فيما رفض وزير البنى التحتية، بنيامين بن أليعازر، الاقتراح قبل الدخول البري. وقال إن «48 ساعة من التهدئة ستُعطي حماس وقتاً لإعادة التنظيم». وحذر من أن «حماس لم تتضرر بما يكفي من الهجمات الأخيرة».
وقدرت الجهات الأمنية الإسرائيلية أن «حماس» ستحاول حالياً الوصول إلى تهدئة متجددة، وأنه إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ، فستبدأ إسرائيل بعملية برية تهدف إلى تعزيز الضغط على الحركة، وإذا لم يساعد هذا الأمر أيضاً توجد في المؤسسة الأمنية نيات واستعدادات للذهاب نحو مسار بري أوسع، بما في ذلك احتلال أجزاء واسعة من القطاع من أجل دفع سلطة «حماس» إلى الانهيار.
وكان أولمرت قد طالب وزراء الحكومة بالكفّ «عن الأحاديث عن نقطة الخروج من المعركة»، وأكد أنه «ليس لدينا أي نية للهروب إلى أن نستكمل الأهداف التي وضعناها لأنفسنا». وأطلع أولمرت رئيس الدولة شمعون بيريز على آخر التطورات، مضيفاً أن العمليات العسكرية في قطاع غزة ستستمر، بعد انتهاء المرحلة الأولى من سلسلة مراحل أقرها المجلس الوزاري المصغر.
وقال بيريز، من جهته، إن «إسرائيل لا تحارب السكان الفلسطينيين، بل المنظمة الإرهابية»، في إشارة إلى «حماس» التي ترفع شعار «مواصلة العنف وتقويض الاستقرار في المنطقة».
بدوره، أكد وزير الدفاع، إيهود باراك أن العملية ستتواصل ما دامت هناك حاجة لذلك وأنها «ستتعمق وتتوسع بقدر ما هو مطلوب من أجل تحقيق الأهداف التي وضعناها لأنفسنا وإعادة الهدوء إلى الجنوب».
وحدد باراك هدف إسرائيل حالياً بأنه «توجيه ضربة قاسية لحماس، ووقف إطلاق الصواريخ على مواطني إسرائيل وجنود الجيش»، لكنه أضاف: «إننا نتوقع مزيداً من الأيام الصعبة، وأيضاً لحظات قاسية». وأوضح أنه «في حال عدم توقف إطلاق الصواريخ، فإن الجيش سوف يستخدم كل الوسائل وطرق العمل القانونية المخول بها من أجل دفع الفصائل الفلسطينية إلى وقف إطلاق الصواريخ».
أما رئيس حزب «الليكود»، بنيامين نتنياهو، فدعا إلى «التخلص» من حركة «حماس»، مشيراً إلى أنه «في نهاية المطاف، علينا القضاء على نظام حماس لأنه معادٍ». وشبَّه وجود الحركة إلى جانب إسرائيل بأنه «كما لو كان لتنظيم القاعدة قاعدة بالقرب من نيويورك تدعمها إيران وتطلق الصواريخ عليها».
وفي السياق، أكد وزير المواصلات شاؤول موفاز أن الحملة العسكرية ستتواصل لتحقيق أهداف دولة إسرائيل، وأن «الجيش الإسرائيلي ملزم استخدام وسائل إضافية». وأضاف: «إننا مصرون على وقف إطلاق الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، وهذا يحتّم استخدام وسائل إضافية، ولا تفكير بوقف العملية وسنصر على محاربة حماس وسنحقق غاياتنا».
وكان نائب وزير الدفاع متان فيلنائي قد أكد، خلال جولة له في مدينة بئر السبع، أن «إسرائيل تستعد لشن عملية طويلة الأمد، لا لتوجيه ضربة شديدة وحسب». وأضاف أن «حماس تلقت ضربة شديدة لكن يحظر الاستهزاء بقدرتها على إطلاق الصواريخ طويلة المدى».
من جهة أخرى، عبر رئيس جهاز «الشاباك»، يوفال ديسكين، عن رضاه عن نتائج القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وادعى خلال جلسة تقدير أمني وجود «رضى في أوساط كثير من السكان الفلسطينيين من توجيه الضربات لحماس». وأضاف: «هناك إحباط شديد في أوساط السكان من اختفاء قادة حركة حماس عن الأعين».
وتوافق ديسكين مع رئيس الاستخبارات العسكرية عاموس يادلين على أن «حركة حماس فوجئت من شدة الضربة الإسرائيلية ومن دقتها».