محمد بدير نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أمس، عن مصادر حكومية إسرائيلية قولها إن إسرائيل ستأخذ من التأثير المتنامي لحزب الله في الحكومة اللبنانية مبرراً شرعياً لضرب كامل البنية التحتية اللبنانية في أي نزاع مقبل مع هذا الحزب.
وقالت الصحيفة إن «التقديرات الإسرائيلية تتوقع أن يزداد نفوذ حزب الله على الساحة السياسية في لبنان»، مرجّحة أن يحصل على «حقيبتين إضافيتين في الحكومة التي ستتألف بعد الانتخابات النيابية المقبلة، وهما: وزارة الداخلية على الأرجح، والأبعد احتمالاً حقيبة الدفاع».
وفيما يبدو أنه رسالة تحذيريه في هذا الإطار، قالت الصحيفة إن تقديرات الوضع الإسرائيلية ترى أنه في حال تسلّم الحزب أو أي من «الأحزاب التابعة له» وزارة الدفاع، «فسيكون بإمكان إسرائيل أن تعتبر أنه لا فرق بين الجيش اللبناني والحزب، وتعمل وفقاً لذلك»، في إشارة إلى وضع الجيش في دائرة الاستهدافات العسكرية في أية مواجهة مقبلة. كما ذكّرت في السياق نفسه بأن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف خلال «حرب لبنان الثانية» بعض الأهداف التابعة للبنية التحتية اللبنانية، إلا أنه أوقف من قبل الولايات المتحدة وآخرين.
وأشارت الصحيفة إلى أن «الحزب يمتلك حالياً حق النقض على قرارات الحكومة اللبنانية». ورأت أن «أي قرار دبلوماسي أو أمني لبناني مهم لا بد أن يكون الحزب مطّلعاً عليه أو مبادراً إليه».
وقدرت الصحيفة أن «القوة العسكرية لحزب الله تضاعفت أربع مرات بعد الحرب الأخيرة»، لافتة إلى أن «صواريخه التي يبلغ عددها الآن نحو 40000 تطال المفاعل النووي في ديمونا وبقية مناطق النقب»، مشيرة إلى أن «للحزب خطة طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز مواقعه وخلق عمق استراتيجي شمالي نهر الليطاني وداخل القرى الشيعية جنوبي النهر وفي منطقة البقاع».
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أول من أمس إنهاءه مناورة عسكرية ضخمة في المنطقة الشمالية حاكى فيها سيناريو اندلاع حرب متزامنة على جبهتي سوريا ولبنان. وشارك في المناورة، التي أطلق عليها اسم «تشابك الأذرع 3»، أسلحة الجيش الأربعة، الجو والبحر والبر والاستخبارات، واختبر فيها، بحسب الناطق العسكري الإسرائيلي، للمرة الأولى أداء هيئة الأركان العامة وقوات الاحتياط. واستمرت المناورة أربعة أيام حضر خلالها إلى مواقع التدريب كل من الرئيس شمعون بيريز، ورئيس الوزراء إيهود أولمرت، ووزير الدفاع إيهود باراك، فضلاً عن قائد الجيش، غابي أشكنازي. وركز جزء كبير من المناورة على التصدي للهجمات الصاروخية على العمق الإسرائيلي.
إلى ذلك، تستعد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لمواجهة احتمال تعرض الجبهة الداخلية لعملية تنفذها «منظمات إرهابية» تستخدم فيها مواد مشعة. وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن الجهات المختصة ستجري العام المقبل مناورة واسعة، هي الأولى من نوعها، تحاكي كيفية التعاطي مع التهديد الإشعاعي الذي لا تستبعد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وقوعه في المستقبل.