دمشق ـ سعاد مكرمانتقدت دمشق، أمس، التسريبات الدبلوماسية في شأن العثور على يورانيوم في موقع الكبر الذي استهدفته غارة إسرائيلية في أيلول عام 2007، ملمّحة إلى أن اليورانيوم قد يكون من المقذوفات الإسرائيلية أثناء الغارة.
قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، إن سوريا تنتظر تقرير مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، «لكي تردّ عليه». وأعرب عن استغرابه الشديد من انجرار وسائل الإعلام العربية وراء التسريبات التي نقلت عن مسؤولين غربيين ومن دون تسميتهم «كأنها تحاول أن تبرر العدوان الإسرائيلي على موقع الكبر»، مشيراً إلى أنه «كانت هناك عناوين عريضة، وكأنهم حرروا فلسطين».
ووصف المعلم ذلك بأنه «حملة». وقال إن «التسريب الإعلامي الذي صدر عن مسؤولين غربيين من دون ذكر أسمائهم، وقبل أن يقدم الدكتور البرادعي تقريره إلى مجلس المحافظين، مؤشر واضح إلى أن هدف هذا العمل برمّته هو إيجاد ورقة ضغط على سوريا، بمعنى أن الموضوع ليس تقنياً بل هو سياسي». كما نبّه إلى أن «الشكوى الأميركية التي قدمت لوكالة الطاقة الذرية بعد سبعة أشهر من العدوان الإسرائيلي على الموقع، تقول إن الموقع هو مفاعل قيد الإنشاء ولم يقولوا إنه قيد التشغيل».
والسؤال الذي يطرح نفسه، بحسب المعلم، «هو من أين جاءت ذرات هذا اليورانيوم المخصّب؟». وأضاف «ألم يسأل أحد ما هو نوع المقذوفات الإسرائيلية، وماذا كانت تحتوي لدى تدمير هذا المبنى؟»، في اتهام مباشر لإسرائيل بأنها قد تكون استخدمت اليورانيوم المخصّب لتدمير موقع الكبر العام الماضي. وتابع «ألم يسأل أحد الإعلاميين أن للولايات المتحدة ولإسرائيل سوابق في استخدام اليورانيوم المخصّب، سواء في العراق أو في جنوب لبنان أو في أفغانستان».
وكانت «وكالة الطاقة» قد وصفت، أول من أمس، التسريبات الإعلامية بأنها محاولة للتأثير على النتائج التي ستخلص إليها. وقالت المتحدّثة باسم الوكالة، ميليسا فليمينغ، إن تقويم المشاهدات عقب الزيارة التي جرت في حزيران للموقع لم ينته، وإنه لا حكم سيصدر عليها قبل صدور التقرير.
من جهة ثانية، في إطار كسر العزلة الدولية عن سوريا، قال مكتب وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، أمس، إنه سيزور دمشق في إطار جولة له في الشرق الأوسط، الأسبوع المقبل، في جهد يهدف إلى تحسين العلاقات.
وقالت متحدثة باسم المكتب إن ميليباند سيزور إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة وسوريا، ولكنّها لم تذكر أيّ مواعيد. وتابعت أنّ الزيارة ضمن جهود لتطوير «شراكة بريطانية ـــــ سورية قوية تعتمد على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة وتصوّر بأن يكون هناك شرق أوسط مستقر وسلمي ويتمتع بالرخاء».
وتأتي الزيارة في أعقاب محادثات جرت في لندن الشهر الماضي بين ميليباند والمعلم، وهي الأحدث في سلسلة من محاولات التقارب بين سوريا والدول الأوروبية، وخصوصاً فرنسا وبريطانيا.