على عكس التقديرات التي تنبئ بجمود في عملية السلام على المسار الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي، في ظلّ تولي إدارة أميركية جديدة لزمام الأمور، يبدو أن الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، في طور إطلاق مبادرة سلام فور تسلمه مهامه في العشرين من كانون الثاني المقبل.ونقلت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية عن مصادر مقرّبة من أوباما قولها إنه «يعمل على خطة سلام للشرق الأوسط، ترتكز على المبادرة العربية للسلام، وتضمن اعتراف العالم العربي بدولة إسرائيل مقابل انسحاب الأخيرة إلى حدود عام 1967». وأضافت أن «تحرّك أوباما سيرتكز على المواقف الإيجابية من المبادرة العربية»، التي صدرت أخيراً عن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
وأشارت الصحيفة إلى أنه «بموجب الاتفاق، تتمتع إسرائيل بحق رفض عودة اللاجئين الذين طُردوا عام 1948 من أرضهم، في مقابل الانسحاب من الجولان والسماح للفلسطينيين بإعلان عاصمتهم في القدس الشرقية».
وحضت مجموعة من مستشاري الشؤون الخارجية، مقربة من الرئيس المنتخب، على إيلاء الخطة العربية الاهتمام الأكبر مباشرة بعد فوزه بالانتخابات. وتضم هذه المجموعة رئيس مجموعة دراسة الوضع في العراق، لي هاملتون ومستشار الأمن القومي الأميركي السابق زبيغنيو بريجينسكي.
ويعتقد هؤلاء المستشارون أن «المناخ الدبلوماسي الحالي يمثّل فرصة مؤاتية لعقد اتفاق نظراً لتعرض الدول العربية لضغوط من حركات إسلامية راديكالية وتهديدات نووية محتملة من الجانب الإيراني». ونصح المستشارون أوباما «بالتعجيل في متابعة هذه السياسية في الأشهر الستة إلى الـ12 الأولى من عهده، ما دامت النيات متوافرة».
ونسبت الصحيفة إلى مستشار رفيع المستوى لأوباما قوله إن الأخير أوضح «في مجلس خاص، خلال زيارته للشرق الأوسط في تموز الماضي، إنه سيكون ضرباً من الجنون أن ترفض إسرائيل اتفاقاً يمكن أن يوفر لها سلاماً مع العالم المسلم».
وأشارت الصحيفة إلى أن المنسق السابق لعملية السلام دينيس روس والسفير الأميركي في إسرائيل دانييل كورتزر رافقا أوباما خلال زيارته لإسرائيل في تموز الماضي. والتقى الوفد الأميركي وقتذاك في رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبحث معه في آفاق مشروع السلام العربي. ونسبت «صنداي تايمز» إلى مصدر في واشنطن قوله إن أوباما أبلغ عباس أن «الإسرائيليين سيكونون مجانين إذا رفضوا هذه المبادرة، لأنها ستعطيهم فرصة تحقيق السلام مع العالم المسلم من إندونيسيا إلى المغرب».
ورفع كورتزر ورقة إلى أوباما عن هذه المسألة قبل الانتخابات الأميركية في مطلع الشهر الجاري، وجاء فيها أن «محاولة التوصل إلى اتفاقات سلام ثنائية بين دول عربية وإسرائيل ستبوء بالفشل كما تبين في سجلات الرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش. ولكن المبادرة العربية أكثر جاذبية».
ونسبت الصحيفة إلى خبير ديموقراطي في شؤون الشرق الأوسط قوله إنه «ليست هناك نتائج ملموسة بعد، ولكن الورقة ستقدم اعترافاً عربياً بدولة إسرائيل».
(يو بي آي، الأخبار)