بدا في انتخابات الأعضاء غير الدائمين لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، أمس، أنّ تركيا عرفت على أيّ وتر حسّاس تلعب، لكي تفوز إلى جانب النمسا بأحد المقعدين المخصّصين للقارة الأوروبية. فقد اختارت أنقرة لحملتها التي سبقت جلسة التصويت السرّي، عنواناً حسّاساً، هو قدرتها على تأدية دور إيجابي في الملف النووي الإيراني.دور محتمل، جعل من وجودها لعامين مقبلين في مجلس الأمن مطلباً إيرانياً وغربياً في آن. وبناءً عليه، ستشغل المنصب الذي سبق أن عرفته 3 مرات في السابق (1951-1952، و1954-1955 و1960-1961) ابتداءً من الأول من كانون الثاني المقبل.
ويُعَدّ فوز تركيا انتصاراً كبيراً لدبلوماسيّة يقودها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الذي رأى أنّ «انتخابنا يعكس الوزن المتعاظم الذي بتنا نؤدّيه في العلاقات الدولية ومقدار الثقة التي يمنحنا إيّاها المجتمع الدولي».
ومنيت إيران بخسارة متوقّعة عندما فضّل الأعضاء الـ192 الذين يشكّلون أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليابان بدلاً منها عن المقعد المخصص لقارة آسيا.
وكان وزير الخارجية التركي، علي باباجان، قد اعترف في مقابلة مع وكالة «رويترز»، سبقت موعد التصويت، بأنّ موقع بلاده وقدرتها على تأدية دور بين الغرب وطهران، هو «نقطة قوة» لحملته. وقال «نحن في وضعية تلزمنا بتفهم حساسيات الطرفين». وحين سئل عن الطريقة التي ستصوّت فيها بلاده إذا ما عُرض خيار فرض المزيد من العقوبات على النظام الإيراني، تحاشى رئيس الدبلوماسية التركية الإجابة بوضوح، مشيراً إلى أنّ أنقرة «تعارض انتشار الأسلحة النووية في منطقتنا، وبالتالي فإنّ تركيا لا تدعم أن تصنّع إيران سلاحاً نووياً». لكنه استدرك قائلاً «لكن من جهة أخرى، نعتقد بأنّ هذا الموضوع يجب حلّه عن طريق الدبلوماسة والحوار تحديداً، وهو أمر ممكن». وعمّا ينتظره أطراف النزاع من بلاده في هذا الملف، كشف باباجان عن أنّ الطرفين «يريدان منا أن نكون أعضاء في مجلس الأمن من دون أن يوضحا لنا ماهيّة الدور الذي يريدان منا أن نؤدّيه بالتفصيل لحل الإشكال». وإلى جانب تركيا واليابان، انتُخبت كل من النمسا والمكسيك وأوغندا أعضاء غير دائمين.
وفي مجموعة آسيا، فازت اليابان بغالبية 158 صوتاً في مقابل 32 صوتاً لمنافستها. وإثر انتهاء التصويت، رحّبت كل من لندن وواشنطن وتل أبيب بخسارة إيران. وأجمع دبلوماسيو هذه العواصم على أنّ تلك الخسارة «تعكس رفض طهران الوفاء بالتزاماتها حيال المجتمع الدولي».
(الأخبار، رويترز)