مع اختتام زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدمشق والقمة الرباعية التي جمعت قادة سوريا وفرنسا وقطر وتركيا، شدّد الرئيس السوري بشار الأسد على أنه «لا مصلحة لدمشق في التخلي عن المقاومة». ونفى، في مقابلة مع قناة «المنار»، وجود «أي طلب من الغرب لكي تقدّم سوريا تنازلات بشأن حركات المقاومة في لبنان وفلسطين». وقال: «أعتقد أن هذا الموضوع بالنسبة إلى كثير من الدول أصبح واضحاً».وأضاف الرئيس السوري أن «موقفنا ثابت من المقاومة أينما كانت ضد أي احتلال في العراق ولبنان وفلسطين، ولا يبدو أنه سيتغير ما لم تتغير معطيات الاحتلال نفسها». وتابع: «نحن لسنا دولة نقدم هدايا، نحن دولة نتحدث عن مصالح ونقول لأي دولة أن تطرح مصالحها أمامنا ونرى أين هي المصالح المشتركة».
وبالنسبة إلى المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، قال الأسد إن «هذه المفاوضات بحاجة لاحقاً إلى رعاية عندما تصبح مباشرة، وذلك لضمان تنفيذ الأطراف للاتفاقات الموقعة»، مستبعداً أي أفق لهذه المفاوضات من دون دور أميركي. وقال: «نحن ننتظر توجهات الإدارة الأميركية المقبلة»، مشيراً إلى أن «فرنسا تستطيع أن تساعد في رعاية المفاوضات، ولكن أي دور آخر لا يعوض عن الدور الأميركي».
وأشار الأسد إلى وجود جهات دولية وإقليمية لا ترغب في أن يسير مبدأ «الحوار من أجل الاستقرار»، الذي أرسته القمّة الرباعية أمس. وقال: «لا نستطيع أن نقول إننا أصبحنا الآن في حالة مثالية للحوار بين الدول، نحن الآن نحاول أن نؤسس للحوار». وأوضح أن «الحوار لا يعني أنني أتفق معك ولا يعني أننا من الخندق نفسه أو من الصف نفسه».
ورأى الأسد أنه لا تباين بين موقف سوريا والغرب من الملف النووي الإيراني. وأشار إلى أن «الرؤية الغربية هي رؤية محصورة بملف معين، والرؤية السورية تؤكد رؤية شاملة لموضوع الملف النووي الإيراني. أنا لا أقول إن هناك تبايناً، بل هناك تقاطع في جوانب، وعدم تقاطع في جوانب، هم لا يركزون على الموضوع الإسرائيلي، نحن يعنينا موضوع السلاح النووي الإسرائيلي».
وكان الرئيس السوري قد شدّد خلال القمة الرباعيّة، أمس، على ضرورة الحل السلمي للأزمة النووية الإيرانية، مشيراً إلى أنه سينقل الرسائل الفرنسيّة إلى طهران، فيما حذّر الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، من ضربة إسرائيلية لإيران، مشيراً إلى أن «طهران تجازف كثيراً».
الملف اللبناني كان حاضراً في القمة الرباعية، حيث حذّر الرئيس السوري من «هشاشة الوضع في الشمال»، مشيراً إلى «خطر السلفيين» ودعمهم من الدول، التي لم يحددها.
وكان للبنان نصيب أيضاً في الحديث عن مفاوضات السلام. وقال الأسد إنه أبلغ نظيره اللبناني ميشال سليمان بضرورة انضمام لبنان إلى المفاوضات حين تتحول إلى مباشرة. وأضاف أن «سليمان وافق واتفق» مع رؤية الأسد.
كما كشف الرئيس السوري عن وثيقة كان يجري العمل لعرضها على الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، التي تأجلت إلى 18 و19 أيلول الجاري، حسبما أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
(الأخبار)