القاهرة ـ خالد محمود رمضانرغم عدم صدور موقف رسمي مصري من القمة الرباعية التي عقدت في دمشق يوم الخميس الماضي، وضمّت الرؤساء السوري بشار الأسد والفرنسي نيكولا ساركوزي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إلا أن مصادر مصرية قريبة من أروقة القرار أعربت عن امتعاض القاهرة من التحركات السورية والقطرية.
وكشفت المصادر، لـ«الأخبار»، عن أن القاهرة تلقت باستياء محاولة سوريا وقطر الدخول على خط صفقة لإطلاق متبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس». ورأت أن «قبول القطريين والسوريين تمرير رسالة من والد شاليط إلى رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، لا يمكن النظر إليه سوى أنه محاولة لسحب البساط من الوساطة المصرية».
وقالت المصادر إنه «إذا كانت الدوحة ودمشق حريصتين على المصلحة الفلسطينية فلماذا تأخر تدخلهما في هذه القضية؟ نحن لا نفهم هذا التحرك إيجابياً، علماً بأن حماس أكدت في السابق عدم ثقتها بأي قناة وساطة أخرى غير القناة المصرية».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن أزمة دبلوماسية نشأت في العلاقات بين مصر وقطر في شأن قضية شاليط.
كذلك بدت القاهرة متحفظة على إعلان الأسد عزمه على القيام، بالتعاون مع قطر، بدور وساطة للجمع بين الفرقاء السودانيين في محاولة لتسوية الوضع السياسي المضطرب منذ سنوات في إقليم دارفور.
وقالت مصادر مصرية مطلعة إن «القاهرة تستغرب هذا الاهتمام السوري المفاجئ بالأزمة السودانية»، مشيرة إلى أنه «يبدو أن دمشق، التي بدأت تفيق من عزلتها الإقليمية، تعتقد أن في إمكانها المقاربة بين ملفات إقليمية عديدة في توقيت واحد».
وقال مسؤول مصري رفيع المستوى إن بلاده تشعر بأن الرئيس السوري يريد أن يقول «حسناً، ها أنا ذا قد خرجت بمفردي من العزلة التي راهنتم عليها وساهمتم فيها بشكل أو بآخر، الآن وقت دمشق لكي تسعى للتدخلات الإقليمية». وأشار المسؤول إلى أن «هذا المنطق السوري خاطئ لأنه يستند إلى نظرية مفادها أن القاهرة تريد عزل دمشق وأنها أسهمت في محاولة كبتها إقليمياً». وأضاف «لم نكن لحظة ضد دمشق، لكننا في المقابل لم نكن معها في محاولة فرض سيطرتها وهيمنتها على لبنان أو الترويج للمشروع الإيراني الشيعي في المنطقة».
إلى ذلك، أوفدت باريس أمس رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية إلى إسرائيل للقاء المستشار السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، شالوم ترجمان، والمدير العام لوزارة الخارجية أهارون أبراموفيتش.
ونقلت «هآرتس» عن دبلوماسيين فرنسيين قولهم إن المسؤول الفرنسي سينقل للمسؤولين في إسرائيل رسالة تفيد بأن المباحثات التي أجراها ساركوزي في دمشق تركت لديه انطباعاً بأن «الأسد جدي في نياته حيال المفاوضات مع إسرائيل وأنه ملتزم بمواصلتها خلال الأشهر القريبة المقبلة».