القاهرة ــ خالد محمود رمضانانطلقت، أمس، أعمال الدورة الـ130 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، بإخفاق جديد للأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، في الجمع بين وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، ونظيره السوري وليد المعلم.
واستحوذت الأزمة الفلسطينية الداخلية على الاجتماع بفعل مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أعماله. إذ ركّز الفيصل، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لوزراء الخارجية العرب، على أن التحديات والمخاطر التي تواجه العرب تتطلب قدراً كبيراً من «المصارحة والمكاشفة». وأضاف أن «القضية العربية المركزية، بل والانتماء العربي والهوية العربية باتت كلها على المحك، في ظل انقسامات داخلية وبينية خطيرة في العالم العربي من جهة، وتدخلات إقليمية ودولية تستهدف بسط نفوذها وهيمنتها وخدمة مصالحها على حساب العروبة والعرب من جهة ثانية».
وأوضح الفيصل أن في مقدمة التحديات هو «ما تشهده الجبهة الفلسطينية من تفكك وانقسام وصلا إلى حد الاقتتال وإراقة الدماء»، مشدداً على أن «هذا الوضع يهدد بتصفية القضية الفلسطينية وتحويلها من قضية شعب يرزح تحت احتلال غاشم إلى نموذج متقدم من تقسيم المقسّم وتجزئة المجزّأ». وأشار إلى أن جهود الوساطة السعودية واليمنية والمصرية «لم تؤت ثمارها بسبب المصالح الخاصة والتدخلات الإقليمية والدولية المغذية للانقسام والمشجعة عليه».
ودعا الوزير السعودي إلى موقف عربي «حازم وصلب» لوقف الاقتتال والانقسام الفلسطيني، مؤكّداً أن حل الخلافات الفلسطينية يتطلب «وجود سلطة فلسطينية واحدة، وحكومة واحدة تتبعها جميع قوات الجيش والأمن، وتملك رؤية واحدة لكيفية استعادة حقوق الشعب الفلسطيني». وطالب بإنشاء «آلية عربية» لمتابعة الحوار الفلسطيني «تضع الفلسطينيين أمام مسؤولياتهم، ومن ثم تحديد من يمتنع عن الالتزام والتطبيق الفعلي لما يتم الاتفاق عليه».
وبخصوص العراق، طالب الفيصل دولاً إقليمية، لم يسمّها، بوقف تدخلاتها في الشؤون العراقية. ودعا إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط والخليج من أسلحة الدمار الشامل، مؤكداً في الوقت نفسه حق الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
بدوره، أشار موسى إلى «اتفاق الدوحة» اللبناني. وأعرب عن أمله في تنفيذ بقية بنوده، مشدداً على أهمية «ألا تنتكس هذه الانفراجة في الأزمة اللبنانية ليعود لبنان إلى وضعه المتوتر الذي كاد أن يودي به أكثر من مرة، وليس كل مرة تسلم الجرة».
وبحث الوزراء جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية والتطورات في لبنان والعراق والسودان والصومال وعدة قضايا عربية وإقليمية أخرى، إضافة إلى انقلاب موريتانيا والموقف العربي منه.
وناقش الوزراء العرب دعم السلام والتنمية والوحدة في السودان والصومال وجزر القمر والوضع المتوتر على الحدود بين جيبوتي وأريتريا ومخاطر السلاح النووي الإسرائيلي على الأمن القومي العربي وبلورة موقف عربي موحّد لاتخاذ خطوات عملية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.