محمد بديركشفت صحيفة «هآرتس» أمس عن أن الولايات المتحدة رفضت أخيراً تزويد إسرائيل بوسائل هجومية خشية استخدامها في شنّ هجوم على طهران خلافاً لموقف واشنطن. وأفادت الصحيفة بأن إدارة الرئيس جورج بوش كانت قد ردّت قبل أشهر طلباً إسرائيلياً للحصول على «رزمة مساعدات» عسكرية تتصل بتطوير القدرات الهجومية رأى فيها المسؤولون الأميركيون مؤشراً إلى استعدادات متقدمة تقوم بها تل أبيب لشن عملية ضد طهران. وأشارت الصحيفة إلى أن الرفض الأميركي سيجعل من الصعب جداً على إسرائيل شنّ هجوم على إيران «إذا ما تقرر اتخاذ خطوة كهذه»، موضحة أن من بين ما تضمّنته قائمة المطالب في «الرزمة» العناصر الآتية:
ـ قنابل «كاسحة للخنادق» من طراز «جي بي يو 28». وكانت الولايات المتحدة قد زوّدت إسرائيل بهذا النوع من القنابل للمرة الأولى عام 2005، ثم عادت ومدّتها بشحنة إضافية عاجلة منها خلال عدوان تموز 2006 استُخدمت ضد لبنان. وتزن القنبلة الواحدة من هذا النوع 2.2 طنين وهي قادرة على اختراق تحصينات اسمنتية سماكتها ستة أمتار.
ـ طائرات حديثة للتزود الجوي بالوقود من طراز «بوينغ 767». وبحسب الصحيفة، فإن الطائرات التي يمتلكها سلاح الجو الإسرائيلي من هذا النوع قديمة جداً ويصعب عليها العمل ضمن مسافات بعيدة علماً بأن أي هجوم جوي على إيران يتطلب تزوّد المقاتلات بالوقود خلال تحليقها ذهاباً أو إياباً.
ـ إذنٌ بعبور الأجواء العراقية يتضمّن تنسيق «رواق جوي» يمكن للمقاتلات الإسرائيلية أن تسلكه من دون التعرض للهجوم أميركي. وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين الأميركيين، وفقاً لإحدى الروايات، طلبوا من الإسرائيليين، في سياق التملص منهم، التوجه بطلبهم هذا إلى رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي.
ـ منظومات تكنولوجية متطورة.
وذكرت «هآرتس» أن الطلبات الإسرائيلية بُحثت خلال زيارة بوش إلى إسرائيل في أيار الماضي، وأثناء زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الأخيرة إلى واشنطن قبل شهرين. وكانت نتيجة المباحثات أن أوضح الجانب الأميركي للإسرائيليين أنه يتمسك في هذه المرحلة بالخيار السياسي لوقف البرنامج النووي الإيراني وأنه ليس في وارد إعطائهم «ضوءاً أخضر» لشنّ هجوم على طهران.
في المقابل، ذكرت الصحيفة أن واشنطن ارتأت التعويض عن رفضها «الرزمة» الهجومية المشار إليها عبر الموافقة على تعزيز الدفاعات الإسرائيلية، وهي في هذا الإطار قرّرت تنصيب وتشغيل نظام راداري متطور في النقب يتيح رصد إطلاق صواريخ على بعد ألفي كيلومتر.
وأشارت «هآرتس» إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أثار في مدوالات داخلية فرضية أن «تفكر الولايات المتحدة بتنفيذ الهجوم في الفترة الانتقالية الواقعة بين الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني وتسلم الرئيس المنتخب مهامه في كانون الثاني 2009». وأضافت الصحيفة أن التقدير الإسرائيلي الراهن يرى أن هذه الفرضية «تكاد تكون شطبت من جدول الأعمال».