Strong>الشرطة تشير إلى «قصّة حب فاشلة» والعائلة تنفي و«نسور الجليل» تتبنّىعملية الدهس التي نفّذها فلسطيني في شوارع القدس المحتلة، هي الثالثة من نوعها، وضعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في حالة من «الحرج»، في أعقاب عدم وجود معلومات مسبقة تنذر بحدوثها، مكتفية بإجراءات عقابية وهدم منازل منفذي مثل هذه العمليات

حيفا ــ فراس خطيب
تجد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية صعوبة في التأقلم مع موجة عمليات «الدهس» التي تواجهها في القدس المحتلة، والتي كان آخرها أول من أمس، وأدت إلى جرح 17 إسرائيلياً. وتقع الأجهزة رهينة حالة العجز من دون امتلاكها أدوات تذكر لردعها، ما أدى إلى شعور المسؤولين الأمنيين بـ«الحرج»، ووجدوا أن الإجراء الوحيد المتاح هو العودة إلى التهديد بـ«هدم بيوت منفذي العمليات» معتبرين أنّ رداً كهذا، من شأنه «ردع آخرين عن تنفيذ العملية».
وأثناء زيارة تفقدية للواء غزة، تطرق وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إلى العملية، مشدداً على ضرورة «الإسراع» بإجراءات هدم بيوت منفذي العمليات. وقال إن الوضع «يتطلب اتخاذ خطوات قضائية بصورة أسرع بكثير تمكّن من هدم بيت منفذ العملية».
الدعوة إلى هدم بيت منفذ العملية لم يقتصر فقط على الأجهزة الأمنية؛ فقد شدّد محلل الشؤون العسكرية لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، على هذا الإجراء. وقال «لا توجد إنذارات، ولا ردع، والأسوأ من هذا، لا تمتلك الأجهزة الأمنية حلولاً»، مشدداً على أن «هدم بيوت القتلة ومعاقبة عائلاتهم هو أمر قاسٍ وليس إنسانياً، ولكن هل يمتلك أحد حلاً أفضل من أجل وقف هذه الموجة؟».
إلا أنَّ عاموس هارئيل، من صحيفة «هآرتس»، كتب ما هو مغاير، مقترحاً العودة إلى تصريح أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت، الذي قال «من يعتقد أن النمط الأساسي المتبع في شرقي القدس (سيطرة إسرائيل على كل الأحياء العربية) سيستمر، عليه أن يأخذ بالحسبان بأن يكون هناك مزيد من ال بلدوزرات (العمليات)».
أولمرت كرّر موقفه أمس، قائلاً إنه «لا يمكن منع هجمات مثل عمليات الدهس من دون فصل اليهود عن العرب». وأضاف إن «كل من يطلق الشعارات العالية والمنفوخة حول القدس عليه أن يتذكر أنه لا توجد طريقة بسيطة لمنع أحداث كهذه».
وأوضح أولمرت أن «حلاً ممكنا لهذه الهجمات هو فصل الأحياء العربية عن الأحياء اليهودية في القدس»، مضيفاً «يمكن لشخص (فلسطيني) خلد للنوم وزاره الله في الحلم، وبعدها استيقظ في الصباح ونفّذ هجوماً».
وفي السياق، راجت تحليلات حول أساب الهجوم. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفلد، «خلال التحقيق تحدث أفراد من عائلة منفذ العملية قاسم المغربي (19 عاماً) أنه نفذ العملية بسبب حب فاشل، وبعدما رفضت قريبته الزواج منه»، مصيفاً أنَّ «المخرب نفذ العملية وحده وخطط لها على خلفية أزمة عائلية. لكن هذا حدث يظهر من نتائجه أنه جرى على خلفية قومية، والتحقيق لا يزال جارياً بما في ذلك التحقيق في اتجاهات أخرى». وقالت الشرطة إن المغربي استخدم في تنفيذ عملية الدهس سيارة من نوع «بي. أم. دبليو»، تملكها عائلته و«لم تكن بحوزته رخصة سوق».
إلا أن العائلة نفت الرواية الإسرائيلية. وقال أحد أقرباء المغربي إن الأخير كان من المفترض أن يخطب قريبته، لكن وفاة أحد أفراد العائلة أجّلت الخطوبة 40 يوماً، مشيراً إلى أن العائلة متأكدة بأن الأمر حادث سير وأن الشاب فقد السيطرة على السيارة، ما أدى إلى اصطدامها بالجنود.
إلى ذلك، أعلنت حركة «حماس»، في بيان، أنها «تبارك» الهجوم. وقالت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري للحركة الإسلامية، «نبارك هذه العملية الدفاعية... ونؤكد أنه ما زال في حوزة شعبنا المزيد من المفاجآت، ولن تكون هذه العملية إلا حلقة في مسلسل الردع المقدسي الذي لن ينتهي إلا بجلاء الصهاينة عن أرضنا».

وقال محمود المغربي، والد قاسم، إنه تحدث إلى ابنه هاتفياً قبل عشر دقائق من تنفيذ العملية، وقال له إنه في طريقه إلى البيت. وأضاف «يجري الحديث عن حادث سير، وابني قتل بدمٍ بارد». وتابع الوالد أن ابنه لا يمتلك رخصة سوق، وقد قدم امتحان سوق عملي الأسبوع الماضي وفشل.
ونفى أفراد العائلة أن يكون ابنهم قد انتمى إلى أي تنظيم فلسطيني يذكر، وأشاروا إلى أنه «يحب الترفيه».