يبدو أن مهمة التحريض على حزب الله باتت متنقلة من الإسرائيليين إلى الأميركيين. فبعد سلسلة التصريحات والتسريبات الإسرائيلية عن «خطر» الحزب الممتد من أميركا إلى أفريقيا وصولاً إلى أوروبا، جاء الدور على المسؤولين الأميركيين الذين اتهموه بـ«تدريب فرق اغتيال شيعيّة في العراق». وقال مصدر استخباري أميركي لوكالة «أسوشييتد برس»، إن «فرق اغتيال عراقية شيعية يجري تدريبها في طهران حالياً على أيدي قوات القدس الإيرانية وعناصر من حزب الله اللبناني، على أن تعود إلى العراق خلال الشهور القليلة المقبلة لتنفيذ سلسلة اغتيالات لمسؤولين عراقيين وقوات أميركية وعراقية».وقدم المسؤول الأميركي ما قال إنها «قوائم بأهداف فرق الاغتيال الشيعية» لمستشار الأمن القومي العراقي، موفق الربيعي، مشيراً إلى أنها «تتضمن العديد من القضاة» الذين رفض الكشف عن أسمائهم.
وقال المسؤول الأميركي إن الكشف عن المعلومات يأتي في إطار الضغط على إيران لوقف تدريب المسلحين ومنعهم من العودة إلى العراق، ولأن «الجيش الأميركي يريد من الحكومة العراقية أن تتخذ إجراءات لحماية الشخصيات المستهدفة. ولذلك، فقد أُعدّت ملصقات للمطلوبين تشتمل على صور الأشخاص الذين يعتقد أنهم يتزعمون هذه الجماعات الخاصة، ونُشرت في أنحاء مختلفة من بغداد».
وأشار المسؤول الاستخباري إلى أن الولايات المتحدة «تحثّ الحكومة العراقية على مواجهة إيران بالمعلومات التي لديها عبر القنوات الدبلوماسية». وأوضح أنه تمّ الحصول على المعلومات من مقاتلين اعتُقلوا في العراق ومن مصادر أخرى في بلاد الرافدين رفض الكشف عنها. وتابع أن «العديد من المقاتلين العراقيين قد فروا باتجاه الأراضي الإيرانية خلال فصل الربيع الماضي، عندما وجّهت القوات العراقية ضربة لتجمعاتهم في مدينة البصرة جنوب البلاد، وكذلك في بغداد وحي الصدر، ومن ثم في العمارة، وحالياً في محافظة ديالى».
وقال المسؤول إن «عمليات تدريب هؤلاء المسلّحين تجري في أربعة مواقع في مدن قم وطهران والأهواز ومشهد»، لكنه أضاف أن عدد هؤلاء المسلحين غير معروف، ويقدّرون بالمئات، وربما يتجاوز عددهم ألف مسلح. وأضاف أن عمليات التدريب تجري بإشراف قائد قوات القدس، الجنرال قاسم سليماني، وبمعرفة مرشد الثورة علي خامنئي وموافقته. وأوضح أن «عناصر حزب الله اللبناني متورطون كثيراً في أعمال التدريب هذه، لأنهم يتحدثون اللغة العربية، كما أنهم يحظون بثقة العراقيين». غير أن المسؤول قال إنه ليس هناك أي تقارير مؤكدة عن دخول عناصر من حزب الله اللبناني إلى العراق.
وأوضح المصدر الاستخباري أن التدريبات تتضمن «عمليات الاستطلاع لتحديد الأهداف، والتدريب على أسلحة خفيفة وعلى تقنيات الاتصالات بين الخلايا». وأضاف أنهم «يتدربون أيضاً على استخدام العبوات الناسفة القادرة على تدمير الآليات الأميركية، إضافة إلى استخدام الـ آر بي جي، وتقنيات الاغتيال».
(أ ب)