أظهر تقرير نشره مكتب الإحصاء الأميركي أوّل من أمس، أنّ أكثر من 37 مليون أميركي كانوا يعيشون تحت عتبة الفقر عام 2007 وحوالى 46 مليون شخص لا يملكون ضماناً صحياً. ويكشف أرقاماً مثيرة توضح أنّ الأميركيّين السود يحتلّون المرتبة الأعلى على قائمة «فقراء أميركا» من بين الفئات العرقيّة
واشنطن ــ محمد سعيد
سجّل معدّل دخول الأسر الأميركية ارتفاعاً خلال العامين الماضيين بنسبة 1.3 في المئة، حيث بلغ 50233 دولاراً سنوياً، فيما واصلت معدّلات الفقر ثباتها عند نسبة 12.5 في المئة، حيث عاش 37.3 مليون أميركي تحت خط الفقر عام 2007، فيما كان هذا العدد قد وصل إلى 36.5 مليون شخص عام 2006.
ويحتل الأميركيون السود المرتبة الأعلى على قائمة الفقراء من بين الفئات العرقيّة في الولايات المتحدة، حيث يصل متوسط دخل الأسرة السنوي إلى 33916 دولاراً مقابل 54920 دولاراً للأسرة البيضاء. فيما يبلغ دخل الأسر من ذوي الأصول الأميركية اللاتينية 38679 دولاراً، وتحتلّ الأسر ذات الأصول الآسيوية المرتبة الأعلى في الدخول إذ بلغ متوسط دخلها السنوي 66103 دولارات.
ويطول الفقر بشكل خاص الأطفال الأميركيّين (18 في المئة من الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً هم فقراء) مقارنة بـ11 في المئة من البالغين الذين تراوح أعمارهم بين 18 عاماً و64 عاماً، وأقلّ من 10 في المئة بين الذين تفوق أعمارهم 64 عاماً، أي العجزة الذين تقاضوا تعويض نهاية الخدمة.
ويفيد تقرير مكتب الإحصاء الحكومي الأميركي، أنّ عدد الأميركيّين المشمولين بمظلة التأمين الصحي انخفض من 47 مليون شخص، عام 2006، إلى 45.7 مليون شخص عام 2007. وبلغ عدد الأميركيين الذين لديهم ضمان صحي عام 2007، 83 مليون شخص مقابل 80 مليوناً عام 2006، أي ما نسبته 27.8 في المئة من السكّان، مقابل 27 في المئة من الأميركيّين قبل سنة.
كما تراجعت نسبة الأميركيين الذين لديهم تأمين صحّي عبر شركاتهم أو أرباب العمل (المصدر الأبرز للضمان الصحي للأميركيّين) من 59.7 في المئة عام 2006 إلى 59.3 في المئة عام 2007، أي حوالى 177 مليون شخص في الحالتين.
ويثير موضوع التأمين الصحّي وكيفيّة تأمين الضمان الاجتماعي لجميع الأميركيّين، سجالاً حاداً في الولايات المتّحدة التي تستعدّ لانتخاب رئيس جديد في 4 تشرين الثاني المقبل، ويطرح المرشّحان، الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكاين، رؤيتين مختلفتين بشأن تقزيم الكلفة الماديّة على سكّة رفع الفوائد الاجتماعيّة للرعاية الصحيّة.
ولدى الحديث عن الضمان والصحّة، يلفت التقرير إلى أنّ عدد الأطفال الذي يشملهم هذا التأمين انخفض من 8.7 مليون طفل عام 2006 إلى 8.1 مليون طفل عام 2007. وهم يمثّلون 11 في المئة من مجموع عدد الأطفال في الولايات المتحدة.
وبحسب مكتب الإحصاء فإنّ عدد الأطفال الذين ليس لديهم ضمان صحي يفوق عدد الراشدين في هذا المجال نسبياً.
ويكشف عن ارتفاع عدد المشمولين بالتأمين الصحي من البيض إلى 20.5 مليون شخص، بينما ظلّ عدد غير المشمولين بالتأمين الصحي بين السود دون تغيير عند 7.4 مليون شخص، وترتفع النسبة بين ذوي الأصول الآسيوية من 15.5 في المئة في عام 2006 إلى 16.8 في المئة عام 2007. كما انخفض عدد المنضمّين إلى شبكة التأمين الصحي من ذوي الأصول الأميركية اللاتينية من 15.3 مليون شخص عام 2006 إلى 14.8 مليون شخص عام 2007، وهو ما يمثل 32.1 في المئة من عددهم في الولايات المتحدة.
أما بالنسبة إلى الدراسة الجغرافيّة لتوزّع الفقراء واستفادتهم الاجتماعيّة، فقد أوضح التقرير أنّ معدّل دخل الأسرة في ولايات الغرب الأوسط ارتفع إلى 50277 دولاراً، وفي ولايات الجنوب الأميركي وصل إلى 46186 دولاراً، فيما انخفض في الشمال الشرقي للولايات المتحدة إلى 52274 دولاراً، بينما حافظت منطقة الغرب الأميركي على معدل دخول سكانها عند 54138 دولاراً سنوياً.
وبلغ عدد الأسر التي تعيش تحت خط الفقر في الولايات المتحدة 7.6 مليون عائلة، استناداً إلى المقاييس المعمول بها. حيث يُحدّد خط الفقر بالنسبة إلى الأسرة المكوّنة من أربعة أفراد (أب وأم وولدين) بألّا يتجاوز دخلها السنوي 21203 دولارات، وللأسرة المكوّنة من ثلاثة أفراد عند 16530 دولاراً سنوياً. أمّا الأسرة ذات الفردين، فإنّ السقف محدّد عند 13540 دولاراً، وللفرد الواحد عند 10560 دولاراً سنوياً.
ويحتلّ السود المرتبة الأولى للأسر تحت خط الفقر بنسبة 21.5 في المئة، تليهم في المرتبة الثانية أسر ذوي الأصول الأميركية اللاتينية بنسبة 21.5 في المئة، وفي المرتبة الثالثة تحلّ الأسر من ذوي الأصول الآسيوية التي تصل نسبة الفقيرة بينها إلى 10.2 في المئة، بينما تصل نسبة الأسر البيضاء التي تعيش تحت خطّ الفقر إلى 8.2 في المئة من إجمالي الأسر الأميركيّة.


عتبة الفقر

تحدّد المؤسّسات الاجتماعيّة الرسميّة الأميركيّة، عتبة الفقر حالياً بـ21 ألف دولار لعائلة مؤلفة من 4 أشخاص، إلّا أنّ هذا الرقم يعود إلى ستينيّات القرن الماضي. وفي هذا الصدد تقول مساعدة مديرة مؤسسة «عائلات أميركا»، كاتلين ستول، إنّه «رغم هذه المعايير المنخفضة، هناك عدد أكبر من العائلات، ولا سيما تلك التي لديها أطفال، يعاني الفقر». وتفسّر ذلك بارتفاع كلفة المعيشة والبطالة والوضع الاقتصادي الصعب الذي تشهده البلاد. فنسبة النموّ متوقّع أن تبلغ 1.2 في المئة لعام 2008، فيما نسبة البطالة تبلغ 5.7 في المئة.