strong>ارتفعت نسبة عائدات الاكتتابات في الشرق الأوسط بنسبة 21 في المئة، في الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2007، وهو ما يشير إلى قوّة جذب هذه السوق للمستثمرين، مثلما هي الحال في البلدان النامية، فيما السوق العالمية شهدت تراجعاً بنسبة تفوق الـ50 في المئة
بحسب تقرير نشرته شركة الاستشارات الماليّة «إرنست أند يونغ»، فإنّ أسواق الشرق الأوسط حققت 4.72 مليارات دولار من عائدات 13 اكتتاباً شهدها الربع الثاني من العام الجاري، مقابل 3.9 مليارات دولار في الفترة نفسها من عام 2007، وجاءت نتائج هذا الربع أعلى بنسبة 20 في المئة عما حققه الربع الأول من هذا العام (3.93 مليارات دولار).
واحتلّ «مصرف الإنماء» في السعوديّة المركز الأوّل بين الاكتتابات، محققاً 2.8 مليار دولار، أي ما يمثل 60 في المئة من مجمل العائدات المسجلة في الفترة المدروسة، بينما بلغ مجموع اكتتاب شركتي «رابغ» للتكرير والبتروكيماويّات وشركة «زين» السعودية للاتصالات، 75 في المئة من إجمالي العائدات.
وفي المرتبة الثانية، حلّ اكتتاب «مجموعة محمد المعجل» الذي سجّل 559.94 مليون دولار، وجاء اكتتاب «مجموعة ديبا المتحدة» في الإمارات في المرتبة الثالثة محققاً 432.3 مليون دولار، وتبعتها الشركتان المصريتان، «بالم هيلز» للتطوير العقاري (348.22 مليون دولار) و«ماريديف» للخدمات البترولية بـ272.93 مليون دولار. وفي هذا السياق، قال رئيس قسم عمليات الاندماج والاستحواذ في «إرنست إند يونغ الشرق الأوسط»، أزهر ظفر، «شهد عام 2007 إجراء 52 اكتتاباً في الشرق الأوسط، بينما شهد النصف الأول للعام الجاري 26 اكتتاباً، وبلغ مجمل عائدات الاكتتابات في النصف الأول من هذا العام 8.69 مليارات دولار، مقارنة بعائدات الفترة نفسها من العام الماضي التي بلغت 4.83 مليارات دولار سجّلها 33 اكتتاباً». وأضاف أنّ توجّهات السوق «تُظهر قلّة في عدد الاكتتابات، إلّا أنّ هذه الاكتتابات على قلّتها تتميز بعائدات أكبر. كما أن الاكتتابات مستمرّة غالباً في جذب المزيد من المستثمرين، وهذا يعكس رغبة مستمرة في التوجّه إلى الاكتتابات في هذه السوق حالياً».
من جهته، رأى رئيس خدمات الاستشارات المالية في الشركة، فيل غاندير، أنّه «رغم أن التراجع في عدد الاكتتابات وحجم عائداتها كان حاداً في الأسواق العالمية، إلا أن منطقة الشرق الأوسط قد أبدت استقراراً ومرونة عالية وذلك بسبب السيولة المالية الفائضة المترتبة على الاستمرار في ارتفاع أسعار النفط». وقال: «أنا متفائل لأداء الأسواق لبقية هذا العام نظراً لكثرة عدد الاكتتابات المعلنة إلى الآن، وتلك التي سيعلن عنها أيضاً في الفترة المقبلة. فالشركات التي كانت قد قرّرت تأجيل أو سحب اكتتابها ستعود من جديد لطرح أسهمها عندما تطمئن أن الأسواق في المنطقة أكثر استقراراً وأقل تأثراً بالتباطؤ الاقتصادي من باقي المناطق في العالم».
ويبرز هذا الأداء في الأسواق الماليّة في المنطقة، فيما حجم الاكتتابات العالميّة بلغ في كلا الربعين الأول والثاني للعام الجاري حوالى نصف حجم الاكتتابات في الربعين الأولين من العام الماضي.
فقد تمّ تأجيل أو سحب 177 اكتتاباً في الأشهر الستّة الأولى من عام 2008، مقارنة بـ169 اكتتاباً في عام 2007. وفي الربع الثاني من العام الجاري تمّ إجراء 258 اكتتاباً حول العالم، بعائدات إجمالية وصلت إلى 37.4 مليار دولار، بينما بلغ عدد اكتتابات الربع الأول 247 اكتتاباً بقيمة 41.2 مليار دولار.
ومقارنة مع الربع الثاني من العام الماضي، تراجعت عائدات الاكتتابات بنسبة 59 في المئة إذ انحدرت من 90.4 مليار دولار إلى 37.4 مليار دولار، وانخفض كذلك عدد الاكتتابات إلى أقل من النصف. فقد وصل في الربع الثاني من عام 2007 إلى 567 اكتتاباً، بينما لم يشهد الربع الثاني من العام الجاري سوى 258 اكتتاباً. وبلغ عدد الاكتتابات في كل من البرازيل والهند والصين وروسيا خلال الربع الثاني لهذا العام 76 اكتتاباً بقيمة إجمالية وصلت إلى 11.8 مليار دولار.
ويمكن ملاحظة أنّ الأسواق الناشئة لا تزال تقود أنشطة الاكتتابات العالمية في الربع الثاني لهذا العام، إذ احتلت الصين المرتبة الأولى بعدد الاكتتابات التي بلغت لهذا الربع 56 اكتتاباً حققت بمجموعها 6.2 مليارات دولار. وقد استحوذت الأسواق الناشئة على 7 اكتتابات من بين أكبر 10 اكتتابات، و15 اكتتاباً من بين أكبر 20 اكتتاباً من حيث العائدات الماليّة.
وكانت «إرنست أند يونغ» قد رأت في تقرير سابق أنّ 20 في المئة من الشركات العائليّة في المنطقة تخطّط لطرح أسهمها للعموم، فيما 20 في المئة ترفض الفكرة كلياً، وذلك على الرغم من أنّ 50 في المئة من الشركات المشاركة في الدراسة ترى أنّ طرح أسهمها للعموم ضروري لبقائها.


صدارة للصين

استأثرت أربع دول بما يقارب الـ50 في المئة من عائدات الاكتتابات العالمية خلال الربع الثاني من العام الجاري. إذ حصلت الصين على 6.2 مليارات دولار، وحلت البرازيل في المرتبة الثانية مع 4.6 مليارات دولار، تبعتها الولايات المتحدة الأميركية بـ4.3 مليارات دولار، وأخيراً السعودية التي حققت 3.4 مليارات دولار. وحلت الصين مجدداً في المرتبة الأولى لجهة نشاط سوق الاكتتابات من حيث العدد، إذ سجلت 56 اكتتاباً، تليها بولندا بـ21 اكتتاباً، بينما حققت أوستراليا وكوريا الجنوبية والهند 17 اكتتاباً لكلّ منها.