يبدو واضحاً أن أي مسار تسوية لن يمنع سلطات الاحتلال من فرض مزيد من الأمر الواقع في الضفة الغربية. أمر واقع يستند إلى الخريطة التي قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أشهر، ومفادها أنه لا مفاوضات بشأن غور الأردن.هذه الـ«لا» طبقتها الحكومة الإسرائيلية عملياً أمس، مع إعلان مخطط لبناء مستوطنة في غور الأردن، هي الأولى من نوعها منذ عام 1982. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع قوله إن وزير الدفاع إيهود باراك يستعد للسماح بإنشاء 20 مسكناً جديداً في مستوطنة ماسكيوت شمال غور الأردن في الضفة الغربية.
وذكرت صحيفة «معاريف» أنه للمرة الأولى منذ 26 عاماً تُبنى مستوطنة جديدة في غور الأردن. وأضافت أنه «بعد تأجيل استمر نحو سنة نتيجة الانتقادات الدولية، قررت إسرائيل إقامة مستوطنة جديدة خلف الخط الأخضر». وبدأت القصة بعد فك الارتباط، حيث انتقلت نحو 23 عائلة للسكن في مستوطنة حمدات، بجوار ماسكيوت.
وكان وزير الدفاع السابق عامير بيرتس قد قرر المصادقة على وجود المستوطنة، لكن بسبب الضغط الأميركي أُلغي القرار. وسيُبنى في المرحلة الأولى 20 منزلاً دائماً، حيث سيسكن مستوطنو سيرات هيرام. ومعنى هذه المصادقة هو خطة بناء مدن وإعلان المكان مستوطنة. ومن دون هذه الخطة، لا إمكان للمصادقة على البنى التحتية من الكهرباء والماء والبناء. والمستوطنة الأخيرة التي حظيت بمصادقة مشابهة في غور الأردن هي نوعاً ما في عام 1982.
ومن المفترض قبل تطبيق الخطة أن يصادق عليها إيهود أولمرت، إلا أن المتحدث باسمه، مارك ريغيف، نفى علمه بالمخطط. وقال إن «رئيس الوزراء لم يتلق بعد أي طلب جديد ببناء مساكن هناك». وأضاف: «إسرائيل ستستمر في الوفاء بالتزاماتنا. لن تقام مستوطنات جديدة، ولن توسّع مستوطنات قائمة ولن تكون هناك مصادرة أراض لبناء مستوطنة». وكالعادة، دانت السلطة الفلسطينية القرار الإسرائيلي. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات: «نحن ندين هذا القرار الإسرائيلي بأقوى عبارات ممكنة... هذا يقوضنا ويقتل ويدمر عملية السلام».
بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن «قلقه الشديد» حيال المشروع الإسرائيلي. وقالت المتحدثة باسم الأمين العام، ميشال مونتاس، إن بان «شدد مراراً على أن بناء مستوطنة أو توسيعها أمر مخالف للقانون الدولي والتعهدات التي قطعتها إسرائيل بحسب خريطة الطريق وعملية أنابوليس».
من جهة ثانية، أعلن مسؤول في اللجنة الشعبية لمواجهة الجدار في قرية بلعين أن الجيش الإسرائيلي اعتقل والد الفتاة سلام جمال عميرة، التي التقطت صورة جندي إسرائيلي وهو يطلق عياراً مطاطياً على شاب مقيد قبل أسبوعين. وكانت جمعية «بتسيلم» الإسرائيلية قد نشرت الصور التي تظهر الجندي مطلق النار، بينما كان ضابط يمسكه من يده. وبعد شكوى تقدمت بها الجمعية، أعلن جيش الاحتلال فتح تحقيق في الحادث. وأفرج عن الجندي بعد الاستماع إليه.
(الأخبار، أ ف ب)