محمد بديرحذّر وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، من عواقب وخيمة «لحرب (أميركية) إضافية في الشرق الأوسط»، داعياً إلى الاكتفاء بإبقاء «الخيار العسكري على الطاولة» في مواجهة إيران. ونقلت صحيفة «هآرتس»، التي قالت إن غيتس أسقط في وثيقة رسمية اسم إسرائيل من قائمة «الحلفاء»، مقتطفات من مقالة له أوضحت أنها ستنشر في المجلة الفصلية التي تصدر عن الكلية الحربية في الذراع البرية للجيش الأميركي.
وبحسب الصحيفة، يرى غيتس، في مقالته، أن حرباً أميركية على إيران هي «الأمر الأخير الذي تحتاج إليه الولايات المتحدة في وضعها الراهن، برغم أن إيران تدعم الإرهاب وتزعزع استقرار الشرق الأوسط ومنطقة جنوب شرق آسيا وتصر على حيازة سلاح نووي». وفي مقابل ذلك، يقترح غيتس الاكتفاء بـ«إبقاء الخيار العسكري على الطاولة مع الأخذ بالاعتبار سياسة النظام الإيراني التي تسبّب عدم استقرار، وكذلك الأخطار الكامنة في تهديد نووي إيراني مستقبلي».
وكان وزير الدفاع الأميركي قد أعرب للمرة الأولى قبل نحو ثلاثة أشهر في كلمة له أمام ضباط أكاديمية «ويست بوينت» العسكرية عن تحفظه على استخدام القوة ضد إيران. ويرى مراقبون أن اختيار غيتس إعادة التأكيد على موقفه عبر مقالة تنشر في مجلة عسكرية مرموقة يهدف إلى إعطاء بعد علني ورسمي للموقف وإلى إيصاله إلى أوسع شريحة ممكنة من ضباط الجيش والرأي العام الأميركي.
ويولي المراقبون أهمية خاصة لتصريحات غيتس في ظل ثناء المرشح الديموقراطي باراك أوباما عليه وتلميحه إلى أنه قد يطلب منه، في حال فوزه بالرئاسة، البقاء في منصبه. ويؤصل غيتس في المقالة لموقفه المتحفظ من استخدام القوة ضد إيران عبر اقتباس مقولة شهيرة عن الجنرال الأميركي، فوكس كونور، هي «لا تقاتل أبداً إلّا إذا اضطررت إلى ذلك». ويوضح غيتس أن هذا المبدأ «يظلّل اليوم المناقشات السياسية بشأن دول مارقة مثل إيران».
وأشارت «هآرتس» أيضاً إلى مواقف أخرى لغيتس تضمّنتها وثيقة رسمية يتوقع أن تصدر قريباً بتوقيعه هي «استراتيجية الدفاع القومية»، وهي وثيقة تعرض توجيهات وزير الدفاع للجيش الأميركي، بوصفها حلقة وسطية بينه وبين الرئيس.
ويتجاهل غيتس، في الوثيقة، ذكر إسرائيل ضمن لائحة الحلفاء المفضلين للولايات المتحدة. وبحسب «هآرتس»، يكتب غيتس أن «الدول المارقة كإيران وكوريا الشمالية تهدد النظام العالمي». ويضيف إن «النظام الإيراني يرعى الإرهاب ويحاول عرقلة الديموقراطيات النامية في العراق وأفغانستان، وإن السماح لإيران بتكنولوجيا نووية وبقدرة على تخصيب اليورانيوم يضع تحدياً خطيراً للأمن في منطقة قابلة للانفجار».
ويستعرض الوزير الأميركي الحلفاء الأكثر قرباً من الولايات المتّحدة ويذكر كلاً من بريطانيا وأوستراليا وكندا ودولاً أخرى في حلف الأطلسي إضافةً إلى اليابان وكوريا الجنوبيّة. ويضيف «سنعمل على توسيع وتعزيز علاقات أخرى، بما فيها العلاقات مع الهند»، من دون أن يأتي على ذكر إسرائيل.