بعد أسابيع من البدايات الدبلوماسية للرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، الذي زار بكين حيث التقى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في أول رحلة له إلى الخارج منذ توليه السلطة، التقى كيم مبعوث بكين الرفيع، الذي أتى إلى بيونغ يانغ أول من أمس، برفقة فرقة فنية للمشاركة في مهرجان «الربيع» الذي ينظم كل سنة في المدينة لإحياء ذكرى ولادة مؤسس النظام الكوري الشمالي، كيم أيل سونغ.وخلال الاجتماع الذي عُقد بينهما، حظي مدير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، سونغ تاو، بترحيبٍ شخصي وحفيّ من الرئيس الكوري الشمالي، الذي دعا إلى تعزيز العلاقات مع بكين. وتبادل الجانبان «الأفكار العميقة» حول القضايا الدولية التي تهم كوريا الشمالية والصين، وتعهدا بتحسين العلاقات الثنائية وفق ما ذكرت «وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية» أمس، مضيفة أن كيم استقبل الوفد الصيني في اجتماع نقل خلاله سونغ تاو «تحيات حارة» من الرئيس الصيني. ولفتت الوكالة إلى أن «القائد الأعلى (كيم) صرّح بأنه سيعمل بإيجابية على تطوير الصداقة التقليدية» بين كوريا الشمالية والصين «باتجاه مرحلة جديدة كما يتطلب العصر الجديد»، ونقلت عنه قوله إن «لقاءات أخرى وتعاوناً على مستوى عالٍ بين بكين وبيونغ يانغ سيأتيان في وقت لاحق».
من جانبها، نشرت صحيفة «رودونغ سينمون» الكورية الشمالية، صوراً للمسؤولين الصينيين والكوريين الشماليين، وهم يجلسون حول موائد دائرية في قاعدة كبيرة للاستقبال مزينة بصورة لكيم وللرئيس الصيني وهما يتصافحان. وظهرت في صورة أخرى «أوركسترا» كورية شمالية مع صورة كبيرة للرئيس الصيني خلفها.
في السياق ذاته، قال المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية إنه جرى تحديد «السلام... بداية جديدة»، كشعار لمحادثات القمة بين الكوريتين المرتقبة في يوم 27 نيسان الجاري والتي ستعقد في قرية الهدنة بانمونغوم الحدودية. وقال المتحدث باسم المكتب الرئاسي، كيم وي كيوم، في مؤتمر صحافي أمس إن محادثات القمة بين رئيسي الكوريتين تأتي لأول مرة منذ 11 عاماً، وستكون بمثابة مرشد لمحادثات القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، مضيفاً أن الشعار لمحادثات القمة بين الكوريتين يشير إلى الرحلة التي يجب أن تتخذها الكوريتان «لتحقيق السلام العالمي» من خلال عقد القمة بينهما.
على الصعيد الأميركي، نفى المرشح لمنصب وزير الخارجية مايك بومبيو، أن يكون مؤيداً لتغيير النظام في كوريا الشمالية، قائلاً إنه يكتفي «بضمان الوصول إلى مسار يكون فيه كيم جونغ أون غير قادر على تهديد الولايات المتحدة بسلاح نووي». كذلك أعرب بومبيو عن دعمه للتصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من قبل في شأن كوريا الشمالية، مضيفاً أن مواقف ترامب في هذا الصدد «واضحة ومعروفة... من الممكن أن تأتي أيام نراهم فيها (للكوريين الشماليين) يضربون الولايات المتحدة بأسلحتهم النووية، لذلك قال الرئيس إن الطرق الديبلوماسية وقوة السياسة الخارجية الأميركية غير كافية للحيلولة دون ذلك».
إلى ذلك، بدأ وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس زيارة لليابان، وُصفت بأنها «خطوة كبيرة على طريق تحسين العلاقات المتوترة بين الطرفين»، فيما تحاول طوكيو لعب دور في الدبلوماسية الدولية بشأن كوريا الشمالية. والتقى وانغ نظيره الياباني تارو كونو، لإجراء محادثات يتوقع أن تتطرق إلى العلاقات الاقتصادية والخلافات في بحر الصين الشرقي، وطرق دفع كوريا الشمالية للتخلي عن أسلحتها النووية.