رفضت الولايات المتحدة منح تأشيرة دخول لواحدةٍ من أهمّ نجوم الباليه في مسرح البولشوي الروسي، أولغا سميرنوفا، في قضيّة أخذت طابعاً سياسياً، ورأت فيها روسيا محاولةً إضافية من واشنطن «تكثيف الضغوط» على موسكو. وفق بيان وزارة الخارجية الروسية، أمس، فإنّ الولايات المتحدة تحاول بناء «جدار التأشيرات» للحدّ من دخول المواطنين الروس إليها مع رفضها دخول اثنين من راقصي مسرح البولشوي الروسي لتقديم عرض في نيويورك.
عبّرت روسيا عن أسفها من قرار الولايات المتحدة رفض دخول سميرنوفا والراقص ياكوبو تيسي اللذين كان من المقرر أن يقدِّما عرضاً خلال حفل بمركز «لينكولن»، مضيفةً أن «هذا لم يحدث حتّى خلال الحرب الباردة». وسميرنوفا نجمة صاعدة في مسرح البولشوي ذي الشهرة العالمية، وبرزت في روسيا بعد أدائها أدواراً رئيسية في عروض باليه مثل «بحيرة البجع».
تابع بيان «الخارجية» الروسية أنّ القوى المؤثّرة في الولايات المتحدة «لا تتوقّف عند أي شيء» وهي «القوى المنشغلة بمحاولة تكثيف الضغوط على روسيا»، موضحاً أنهم «يحاولون حماية الأميركيين من الروس ببناء جدار للتأشيرات، كما ذكرنا من قبل، ما يجعل من زيارة مواطنينا الروس إلى الولايات المتحدة أمراً مستحيلاً من الناحية العملية».

بدوره، قال مسرح البولشوي في موسكو إنّ ليس بإمكانه التعليق لأنه لم ينظّم هذه الرحلة ولا علم لديه عن طلبات التأشيرات، وذلك في تصريح أرسله عبر البريد الإلكتروني، جاء فيه: «نظراً أيضاً لعدم إصدار تأشيرة العمل في الوقت المناسب بالنسبة إلى ياكوبو تيسي، وهو إيطالي الجنسية... ربّما يكون الأمر متعلقاً بالالتزام الشكلي بالإجراءات، وليس بالتوترات السياسية الحالية».
من جهتها، لم تردّ السفارة الأميركية في موسكو حتى الآن على طلب للتعليق من وكالة «رويترز»، جرى إرساله إليها عبر البريد الإلكتروني.
في سياق متصل، كان الكرملين قد علّق أوّل من أمس، أنّ الولايات المتحدة تتعمّد تعقيد حصول أطقم طائرات شركة «إيروفلوت» على تأشيرات أميركية، فيما لم تستبعد وزارة الخارجية الروسية احتمال وقف الرحلات بين البلدين بسبب هذا الموقف. كما حمّلت الوزارة الروسية الولايات المتحدة مسؤولية إلغاء برنامج تبادل الفنون بين البلدين. كانت وكالات أنباء روسية قد أفادت هذا الأسبوع بأنّ السلطات الأميركية رفضت منح تأشيرة لسميرنوفا، بعد أسابيع من أزمة دبلوماسية بين موسكو وواشنطن أدّت إلى طرد متبادل لدبلوماسيين.
وتمّ خفض عدد الموظّفين في السفارة الأميركية في موسكو بشكل كبير منذ عمليات طرد الدبلوماسيين التي بدأتها بريطانيا في منتصف آذار/ مارس الماضي، على إثر اتّهام موسكو بتسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا.
كذلك، قال القنصل الأميركي في روسيا، لورانس توبي، لصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» في وقت سابق هذا الأسبوع، إن إصدار تأشيرات عاجلة للرياضيين والطيارين الروس لم يعد أمراً مضموناً بسبب النقص في الموظفين. ووفق الصحيفة، تستغرق عملية إصدار تأشيرة أميركية في موسكو حالياً 250 يوماً ويستحيل التسجيل للحصول على موعد جديد قبل نهاية العام.