تحدّت بكين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مجدداً، إذ أكدت أنها ستتخذ «تدابير مضادة» عقب إعلانه تعريفة جمركية جديدة على نحو 6000 سلعة صينية بقيمة 200 مليار دولار سنوياً، يبدأ العمل بها رسمياً في 24 من الشهر الجاري بنسبة 10 في المئة من قيمة السلع، وترتفع بنهاية العام الحاليّ إلى 25 المئة ما لم يتوصل الجانبان إلى خلاف ذلك. وعلى رغم أن ترامب كان قد هدد بفرض رسوم إضافية على واردات أخرى قيمتها 267 مليار دولار إذا ما ردّت بكين على هذه الحزمة الجديدة من الرسوم، إلّا أن وزارة التجارة الصينية قالت في بيانٍ أمس، إنها «من أجل ضمان حقوقها ومصالحها الشرعية في نظام التبادل الحر العالمي، ليس أمام بكين سوى خيار اتخاذ تدابير مضادة مماثلة»، معلنة أنها قدمت شكوى إلى «منظمة التجارة العالمية» بخصوص الرسوم الجديدة.ويعتبر هذا التصعيد الأميركي هو الأكبر منذ بدء الحرب التجارية بين واشنطن وبكين. ووفق ترامب، فإن هذه الإجراءات تأتي رداً على ما سمّاها «الممارسات التجارية الصينية غير العادلة»، بما في ذلك الرسوم الضريبية على الواردات، واشتراط دخول شريك أجنبي في مؤسسات الأعمال الأجنبية التي تريد العمل داخل الصين في عدد من القطاعات. وقد برر الرئيس الأميركي خطوته بأن بلاده كانت واضحة منذ البداية في شأن التغييرات التي تريدها على منظومة الرسوم والواردات الصينية، كاشفاً أنه أعطى بكين جميع الفرص الممكنة للتعامل في شكل عادل، لكنها ووفق قوله فإنها «لم تبد استعداداً لتغيير هذه الممارسات».
من غير المرجح أن ترسل الصين وفداً إلى واشنطن لاستكمال المحادثات


وكان ترامب قد حذر الصين من أي رد فعل حيال تلك القرارات، لافتاً إلى أن اتخاذ أي إجراءات تصعيدية مشابهة سوف يدفع بالولايات المتحدة إلى تطبيق المرحلة الثالثة (الحاليّة) من التعريفة الجمركية. هذه التعريفات الجديدة هي ليست الأولى من نوعها في إطار حزمة الإجراءات الحمائية التي فرضها ترامب خلال الأشهر القليلة الماضية، غير أنه وللمرة الأولى وعلى النقيض من القرارات السابقة تركز على سلع ضرورية وحياتية مثل الأمتعة والأثاث وليست الترفيهية والكمالية كما في الإجراءات السابقة.
إلى ذلك، قالت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» نقلاً عن مصدر حكومي في بكين لم تسمه إن «الصين لن ترسل على الأرجح وفداً تجارياً إلى واشنطن بعد أن أعلنت الإدارة الأميركية خططاً لفرض رسوم على واردات من الصين». وأفاد التقرير الذي نُشر أمس، أن بكين «تراجع ما كانت تخطط له في السابق من إرسال وفد برئاسة نائب رئيس الوزراء، ليو خه، إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لإجراء جولة جديدة من المحادثات». ولفت المصدر إلى أن بكين لم تتخذ بعد قراراً نهائياً، لكن إظهار «ما يكفي من حسن النوايا» شرط مسبق للمحادثات المزمعة.