تبذل فرق الإنقاذ، اليوم، جهوداً حثيثة للعثور على ناجين من التسونامي، الذي أودى مساء السبت بحياة أكثر من 281 شخصاً، في حصيلة لا تزال آيلة إلى الارتفاع، على ما أعلنت هيئة مكافحة الكوارث الوطنية في إندونيسيا. وفي الوقت الذي أكد الناطق باسم الهيئة، سوتوبو بوروو نوغروهو، سقوط 281 قتيلاً وأكثر من ألف جريح إلى جانب 57 مفقوداً، وأن «أعداد الضحايا ستستمر بالارتفاع»، حذر الخبراء من خطر موجات كبيرة من المد البحري بسبب نشاط بركان «آناك كراكاتوا» المستمر.
حتى الساعة، تحاول فرق الإنقاذ، المزوّدة بحفارات ومعدات ثقيلة أخرى، رفع الأنقاض بينما تمّ إجلاء آلاف الأشخاص إلى المرتفعات. وفي حين قال المسؤول في الوكالة نفسها، دودي روسواندي، إن «الجيش والشرطة يمشطون الدمار بحثاً عن ضحايا»، لفتت الوكالة إلى أن عمليات الإغاثة يفترض أن تستمر أسبوعاً.

«آناك كراكاتوا» تسبّب بالكارثة
في إطار التفسيرات القائمة في شأن تحديد العامل الذي تسبب في تشكّل موجات التسونامي، قال علماء إن كتلة كبيرة من الشطر الجنوبي لجزيرة «آناك كراكاتوا» البركانية، ربّما، انزلقت إلى المحيط قبل دقائق فقط من اجتياح أمواج المد العاتية سواحل مضيق سوندا الإندونيسي. وبحسب الرأي العلمي المتفق عليه أخيراً، بناءً على صور التقطها القمر الاصطناعي «سنتنال-1» التابع لوكالة الفضاء الأوروبية وعلى المعلومات المتاحة، هو أن انهيار جزء من البركان تسبب في الأمواج المميتة. وهي الرواية التي أكدها عالم الزلازل في مؤسسة «جي أن أس ساينس» البحثية في ويلينغتون، سام تيلور أوفورد، قائلاً إن «النظرية الأقوى هي حدوث انهيار أرضي تحت سطح الماء»، خصوصاً أن البركان ثار قبل 24 دقيقة تقريباً من وصول الأمواج إلى الساحل. وتابع أوفورد موضحاً أنه «عندما تغوص قطعة الأرض في المحيط، فإنها تزيح سطحه مسببة الإزاحة الرأسية التي تسبب التسونامي»، إلا أن نقص البيانات وصعوبة الوصول إلى المنطقة التي يقع في نطاقها البركان يجعلان من المستحيل التيقن من هذه النظرية.
عمليات الإغاثة يفترض أن تستمر أسبوعاً (أ ف ب )

في أية حال، إن التحليل الدقيق لهذا الحدث لن يُعرف، قبل أن تصل الفرق المتخصصة إلى منطقة البركان، لإجراء المسوح المناسبة، وهو أمر خطير في الوقت الراهن، إذ إن مزيداً من الانهيارات قد تجلب مزيداً من موجات تسونامي، وفق تحذيرات العلماء.
من ناحية أخرى، وخلافاً للتسونامي الذي يحدث على أثر زلزال ويسمح بإطلاق نظام الإنذار، لا تتيح الموجات البركانية سوى وقت ضيق جداً للسلطات لتحذير السكان. وهو التبرير الذي استخدمه تيلور أوفورد، الذي رأى بأن الثوران والضجيج الشديد قد يكونان السبب في عدم تسجيل الانهيار الأرضي بوسائل قياس الزلازل. بدوره، قال هوزيه بوريرو، خبير هندسة الشواطئ والمتخصص في أخطار أمواج المد العاتية في مؤسسة «إي كوست مارين» الاستشارية، إن أمواج تسونامي الناجمة عن انهيار أرضي بركاني «يكون لها نمط مميّز مقارنةً بأمواج تسونامي الناجمة عن الزلازل»، والتي تمت دراستها بشكلٍ أكبر.