سيترك الانسحاب من أفغانستان آثاراً بالغة السلبية على بايدن وفريقه للأمن القومي
وأتت التطوّرات المرتبطة بمطار كابول، بشكل خاص، بينما أفادت واشنطن بأن أكثر من 90 دولة تلقّت ضمانات من حركة «طالبان» بشأن خروج رعاياها من أفغانستان، بعد نهاية الشهر الحالي. وفي حين شكّكت بريطانيا في التزام الحركة بذلك، نشرت وزارة الخارجية الأميركية، على موقعها الإلكتروني، بياناً بشأن عملية الإجلاء، وقّعته الولايات المتحدة، وأكثر من 90 دولة أخرى، بالإضافة إلى الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي»، ومسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي. وتضمّن البيان قائمة بأسماء الدول المعنيّة، كما ورد فيه أن الجهات المُوقّعة مصمّمة على تمكين مواطنيها في أفغانستان، والأفغان الذين عملوا معها ومَن يشعرون بوجود خطر على حياتهم، من السفر إلى خارج البلاد. وأشار البيان إلى أن حركة «طالبان» قدّمت ضمانات بالسماح لكلّ الأجانب والأفغان الذين حصلوا على رخص سفر بالوصول بشكل آمن إلى نقاط الانطلاق المحدّدة، للسفر إلى خارج أفغانستان. ولكن وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية، جيمز كليفيرلي، قال إن لدى لندن شكوكاً بشأن التزامات «طالبان» بعدم القيام بأعمال انتقامية، وتسهيل المرور الآمن لمن تبقّوا في أفغانستان. وأضاف، في مقابلة مع إذاعة محلية، أن الحكومة البريطانية ستعمل مع «طالبان» إذا وفت بوعودها والتزمت بتعهّداتها، ولن تفترض تحلّيها بحسن النية.
في المحصّلة، ستنتهي الرحلات الجوّية الأميركية، التي سمحت بإجلاء أكثر من 120 ألف شخص عبر مطار كابول، اليوم رسمياً، مع انسحاب آخر القوّات الأميركية. إلّا أن الفوضى التي صاحبت الانسحاب، تروي قصّة أخرى. وبمعزل عن الوضع على الأرض في أفغانستان، فالأكيد أن ما جرى سيترك آثاراً بالغة السلبية على بايدن وفريقه للأمن القومي في الوقت الذي سيُضاعف فيه تحفّزَ خصوم أميركا وأعداءها للمضيّ بعيداً في مواجهتها. واقعٌ تطرّق إليه العديد من المحلّلين الأميركيين، معتبرين أنه بالرغم من تكرار بايدن وضع اللوم على الاتفاق الذي عقده سلفه، دونالد ترامب، مع «طالبان»، إلّا أن التاريخ سيتذكّره على أنه أساء إلى الأفغان وإلى حلفائه الداخليين والخارجيين، بسبب طريقة سحب قوّاته.
«بايدن يترأّس رحيلاً مخزياً»، قال إيشان ثارور، في صحيفة «واشنطن بوست»، لافتاً إلى أن كلّ التطوّرات، منذ بدء الانسحاب الأميركي، تشير إلى حقيقة واحدة، وهي أن «الولايات المتحدة فشلت في هزيمة طالبان، وفشلت في إقامة ديمقراطية فاعلة في بلد أنفقت فيه كمّيات هائلة من الدماء والأموال، وفشلت في إحباط (ويمكن القول إنها ساعدت في تأجيج) انتشار الجماعات الإسلامية المتطرّفة، وفشلت حتّى في المغادرة بشروطها».