ندّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، بالهجوم الروسي في شرق أوكرانيا، داعياً الجانبين إلى وقف القتال وإعلان هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام، من الخميس إلى الأحد، بمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي.
يأتي هذا بعدما شنّت روسيا ليل الإثنين-الثلاثاء، عشرات الغارات الجوية في الشرق الأوكراني، مع دخول النزاع في أوكرانيا مرحلة جديدة اشتدّت معها حدّة المعارك في منطقة دونباس.

واعتبر غوتيريش، في تصريح للصحافيين، أنه «بدلاً من الاحتفال بالحياة الجديدة، يتزامن عيد الفصح مع هجوم روسي في شرق أوكرانيا»، مشدّداً على أن «الحشد الكبير للقوات والقدرات النارية يجعل هذه المعركة حتماً أكثر عنفاً ودموية وتدميراً».

وتابع الأمين العام: «أطالب اليوم بهدنة إنسانية لمدّة أربعة أيام في أسبوع الآلام، للسماح بفتح سلسلة من الممرات الإنسانية، لإيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضرراً في أوكرانيا، وممرات آمنة لتمكين المدنيين من الخروج من الشرق الأوكراني».

جاء ذلك بعدما اجتمع مجلس الأمن الدولي، مجدّداً، أمس، بمبادرة من فرنسا والمكسيك، من أجل مناقشة التطورات الإنسانية في أوكرانيا والدول المجاورة.

من جانبه، دعا وزير الخارجية الإيرلندي، سايمن كوفيني، من نيويورك، إلى «وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية»، وهي دعوة أطلقها أيضاً، في بيان مشترك، سفراء فرنسا والمكسيك لدى الأمم المتحدة، نيكولا دو ريفيير، وخوان رامون دي لا فوينتي راميريس.

فعالية الاجتماعات
غير أن السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة، سيرغي كيسليتسيا، شكّك في فعالية الاجتماعات المتكررة لمجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا، والتي، بحسب قوله، لا تؤثّر مطلقاً على موقف روسيا.

وتساءل: «كم من الجلسات ستُعقد لنحصل على النتيجة نفسها؟»، مطالباً مجلس الأمن بعدم اعتبار روسيا بعد الآن من أعضائه الدائمين والشرعيين.

الأسلحة البيولوجية
وقبل الجلسة مباشرة، ندّد نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، مجدّداً بالنشاطات البيولوجية الغربية المزعومة في أوكرانيا، مقدّماً أسماء أشخاص تتّهمهم موسكو بالمشاركة فيها.

وخلال الاجتماع، أشار إلى أنّ الوضع في أوكرانيا قبل شباط تسبّب في هجرة واسعة النطاق للسكان الناطقين بالروسية نحو روسيا.

وفي وقت سابق، أكّدت القوات الأوكرانية المسلّحة أن القتال ازداد حدّةً في شرق البلاد بعدما أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أنّ روسيا بدأت هجوماً واسع النطاق على دونباس، القلب الصناعي النابض لأوكرانيا.

وأعاد الجيش الروسي تحديد أهداف حملته العسكرية بالتركيز على دونباس، التي يسيطر عليها جزئياً منذ عام 2014 انفصاليون موالون لموسكو.