وتطلب الجمهورية الإسلامية أن يتمّ حلّ هذه القضيّة في محادثات فيينا، فيما لم يتضح بعد ما إذا كانت الأطراف الغربية مستعدّة لإغلاق هذه القضيّة خارج الوكالة. وفي هذا السياق، غرّد المساعد السياسي لمكتب رئيس الجمهورية في إيران، محمد جمشيدى، عبر حسابه في «تويتر»، قائلاً إن «الموقف الحاسم» لإبراهيم رئيسي في جميع اتصالاته مع رؤساء فرنسا وروسيا والصين، تمثَّل في أنه «فقط عندما تتمّ تسوية المطالبات المتعلّقة بالضمانات وإغلاقها، يمكن التوصّل إلى الاتفاق النهائي».
من جهة أخرى، رأى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن المنافع الاقتصادية والحفاظ على التكنولوجيا النووية الإيرانية، تُعدّ من الأمور التي تحظى باهتمام الجمهورية الإسلامية في هذه المحادثات. وأشار مستشار الفريق الإيراني المفاوض، محمد مرندي، بدوره، إلى حصول تقدُّم على مستوى محادثات إحياء الاتفاق النووي، «بيد أن جميع القضايا الأخرى، بما فيها تقديم الضمانات لإيران، لا تزال مطروحة على الطاولة». وكانت وكالة «بلومبرغ» قد نقلت، في وقت سابق، عن دبلوماسيين أوروبيين، قولهم، إن إيران تخلَّت في الظاهر عن مطالبها السابقة المتمثّلة في إزالة اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للإرهاب، كما تراجعت عن إصرارها على تلقّي ضمانات بعدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق مجدّداً.
في المقابل، كتب موقع «نورنيوز» القريب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ليل السبت الماضي، أنه «على النقيض ممّا ورد في بعض وسائل الإعلام الغربية، فإن أيّاً من الموضوعات العالقة التي تعيق انتفاع إيران من الاتفاق النووي، لم تُسحب من جدول أعمال الوفد الإيراني». وبحسب الموقع: «إذا لم يؤدّ الاتفاق المحتمل في المحادثات الجارية، إلى توافقين: حذف أيّ أداة ضغط ضدّ إيران في المستقبل، والرفع المستدام والثابت للعقوبات من أجل طمأنة الشركاء التجاريين»، فإنه لن يكون ثمة سبب يدعو طهران إلى الرضوخ إليه، بدليل أنه لا يكفل مصالح الشعب الإيراني.
اتّخذت روسيا والصين مواقف داعمة لإيران أكثر من السابق
في هذه الأثناء، اتّخذت روسيا والصين مواقف داعمة لإيران أكثر من السابق؛ وهي مواقف يبدو أنها تضرب بجذورها في مواجهات الأشهر الأخيرة بينهما من جهة، والدول الغربية من جهة أخرى. وأبدى وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، في مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني، دعم بلاده لـ«استمرار المحادثات النووية وتوجّهات الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه المحادثات»، واصفاً مواقف طهران بـ«المنطقيّة» و«الحكيمة». من جهته، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الاتفاق النووي مع إيران لا يجب أن يتضمّن أيّ شرط جديد، في تصريحات رأى كثيرون أنها جاءت للتعبير عن المعارضة الروسية للخطّة الأوروبية المطروحة. وأضاف لافروف إن «الولايات المتحدة تسعى إلى اتّخاذ خطّة مُحوّرة، كأساس لاتفاق جديد»، وأن معارضة إيران لخطّة كهذه «مُبرّرة بالكامل». مع هذا، أكد کبیر المفاوضین الروس، ميخائيل أوليانوف، يوم أمس، أن موسكو وبكين لا تعارضان مقترح الاتحاد الأوروبي حول الاتفاق النووي. من هنا، يبدو أن مواقف جميع الأطراف تعكس أجواء غامضة، وبقدر ما توجد فرصة للتوصّل إلى اتفاق، هناك أيضاً احتمال للفشل كما في السابق.