اعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، أمس، أنّ «للصين دوراً مهماً يمكن أن تؤدّيه من أجل تحقيق السلام والاستقرار في العالم»، وذلك لدى استقبالها نظيرها الصيني كين غانغ في باريس.
وفي مستهلّ اجتماعها معه، قالت كولونا: «ندرك أهمية دور الصين على الساحة العالمية، وأهمية الدور الذي يمكن أن تؤديه من أجل السلام والاستقرار في العالم».

وجدّدت، خلال الاجتماع الذي تليه مأدبة عشاء في الوزارة، التشديد على وجوب سعي بكين إلى «إقناع روسيا بالعودة إلى الاحترام الكامل لميثاق الأمم المتحدة».

وكانت كولونا قد دعت بكين، أمس، إلى تسخير «علاقاتها مع روسيا» من أجل دفع موسكو نحو مسار السلام، وذلك خلال اجتماع في الإليزيه مع نظيرتها الألمانية، أنالينا بيربوك، التي حضرت جلسة للحكومة الفرنسية.

وقالت كولونا إنّ «من الضروري أن تستخدم الصين علاقاتها مع روسيا لجعلها تدرك أنها في طريق مسدود، وأن تطلب منها الرجوع إلى الصواب من أجل العودة إلى السلام وليس مواصلة الحرب»، على حدّ تعبيرها.

وأمس، أملت كولونا أن تتطرق «بكل حرية» مع نظيرها الصيني إلى «ملف كوريا الشمالية». وقالت إنّ نهج هذا البلد «يثير القلق».

وشدّت على أنّ بيونغ يانغ «تصعّد»، في إشارة إلى سلسلة تجارب صاروخية أجرتها كوريا الشمالية هذا العام، ولا سيّما اختبارها صاروخاً بالستياً يعمل بالوقود الصلب.

ودعت كولونا وزير الخارجية الصيني إلى بذل جهود للتوصل إلى «ردّ موحّد»، و«العمل من أجل استقرار شبه الجزيرة والمنطقة».

وشدّد كين غانغ، الذي يجري حالياً جولة في أوروبا، على أنّ زيارته باريس ترمي إلى «العمل معاً (...) لتسريع التواصل والتعاون في شتى المجالات»، خصوصاً في المجال الإنساني «للدفع قدماً بالشراكة الاستراتيجية الصينية-الفرنسية الشاملة».

ودعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ونظيره الصيني، شي جين بينغ، في مطلع نيسان، إلى إجراء محادثات سلام في أقرب وقت لإنهاء الصراع في أوكرانيا خلال زيارة ماكرون لبكين.

وكانت بيربوك قد انتقدت، الثلاثاء، موقف بكين من النزاع الأوكراني، وقالت خلال مؤتمر صحافي مع كين غانغ في برلين إنّ «الحياد هو بمثابة الوقوف إلى جانب المعتدي».

أمّا الأربعاء، فاكتفت بيربوك بالإشارة إلى «رسالة أوروبية مشتركة» وُجّهت إلى الصين، مذكّرة بأنّ على بكين «واجبات وليست لديها فقط حقوق»، بوصفها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي.

وبدأ وزير الخارجية الصيني، الإثنين، جولة في أوروبا، فيما تسعى بلاده إلى تأدية وساطة في الحرب في أوكرانيا. ويتوجه إلى النروج بعد زيارته ألمانيا وفرنسا.

وقدّمت الصين في شباط وثيقة تتضمّن 12 نقطة بعنوان «موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية»، تدعو فيها جميع الأطراف إلى «دعم روسيا وأوكرانيا للتحرّك في الاتّجاه نفسه، واستئناف الحوار المباشر بينهما في أسرع وقت».