كشفت صحيفة «جمهوريت» التركية عن مكالمات هاتفية تدل مجدداً على وجود علاقات بين ضباط أتراك وعناصر من تنظيم «داعش» عبر الحدود السورية. وسربت الصحيفة اليومية نص ثماني مكالمات هاتفية ضمن دعوى قضائية جارية حول «داعش» في المحكمة الجنائية العليا الثالثة في أنقرة.
وجرت المكالمات بين ضباط أتراك وأحد عناصر «داعش» البارزين واسمه مصطفى دمير، الناشط قرب الحدود السورية ــ التركية. ووفق الصحيفة التركية، فإن دمير تلقى أموالاً من المهربين على الحدود وتعاون مع ضباط أتراك، ويكشف أحد التسجيلات أنه نادى أحد الضباط بـ«الأخ الكبير» خلال المكالمة قائلاً: «أين أنت يا أخي الكبير؟ في المكان الذي طلبت منك أن تكون فيه؟»، ثم طالبه بالحديث مع مسؤول قيادي.
وفي تسجيل هاتفي آخر، تحدث دمير مع ضابط تركي آخر، يقول إنه ورفاقه في حقل ألغام، وطلب من دمير الحضور مباشرة. ورد دمير قائلاً: «هل أنت بخير، أخي الكبير، سأصل على الفور، هل أنت موجود في حقل الألغام، حيث قمت بتسليم سيارة لأحد الأشخاص؟».
وهذه ليست المرة الأولى التي تنشر «جمهوريت»، أبرز صحف المعارضة، أدلة على التعاون بين الجانب التركي والجماعات المسلحة في سوريا، فقد نشرت الصحفية العام الماضي تسجيل فيديو يظهر شاحنات تابعة للاستخبارات التركية تنقل أسلحة إلى مسلحين سوريين.
وطلبت النيابة العامة التركية السجن المؤبد لصحافيين اثنين في «جمهوريت»، متهمة إياهما بإفشاء أسرار الدولة، وفق وكالة «دوغان» للأنباء.
وكان الرئيس المشارك لحزب «الشعوب الديموقراطي»، الكردي صلاح الدين دميرطاش، قد قال إن التفجيرات التي وقعت في أنقرة وبلدة سور في ديار بكر وأمام محطة قطار أنقرة وميدان السلطان أحمد بإسطنبول هي نتيجة نهج سياسي واحد.
وانتقد دميرطاش كلاً من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم والرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، محمِّلاً إيّاهم المسؤولية السياسية عن هذه الأحداث.
وأضاف: «أقولها بكل وضوح، العدالة والتنمية هو الامتداد السياسي لتنظيم داعش الإرهابي. يجب على تركيا أن تعرف هذا الأمر وتراه، وتتصرف بناءً على ذلك. لقد آل الموضوع إلى نقطة الاختيار بين نظام داعش أو التعددية الديموقراطية».