تبقى النتائج في الانتخابات التمهيديّة للرئاسة الأميركية لمصلحة المرشّح دونالد ترامب في المعسكر الجمهوريّ، والمرشحة هيلاري كلينتون في المعسكر الديموقراطي، رغم الدعم الطفيف الذي يحظى به ترامب في أوساط حزبه، وتقدّم مرشحين آخرين في عددٍ من الولايات غرب البلاد.
وعززت كلينتون تقدمها في الانتخابات التمهيدية بفوزها، أول من أمس، في ولاية أريزونا. وحقّق ترامب فوزاً كبيراً في الولاية نفسها بنسبة 70 في المئة من الأصوات، رغم خسارته أمام منافسه، تيد كروز، في يوتاه بحسب نتائج جزئية، إلّا أنه يبقى لترامب العدد الأكبر من المندوبين لأن ولاية أريزونا أكبر. ويتصدر بذلك السباق الرئاسي في المعسكر الجمهوري مع حصوله على 741 مندوباً في مقابل 421 لتيد كروز و145 لحاكم أوهايو جون كاسيتش، بحسب تقديرات شبكة «سي أن أن».
ورغم تقدّم ترامب، إلّا أنّ منافسه، المرشّح تيد كروز، نال دعم الحاكم السابق لولاية فلوريدا، جيب بوش، الذي انسحب من السباق الانتخابي الشهر الماضي. ويظهر أنّ الدعم الذي يحظى به كروز من جانب زملائه في الحزب الجمهوري ما هو إلّا «حلّ أخير»، بحسب تقريرٍ لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، حيث أنّ معظم الجمهوريين ترددوا في تقديم الدعم لكروز بدايةً، إلّا بعض منتقديه السابقين وقفوا أخيراً إلى جانبه، رغم أنه «غير محبوب في حزبه». ورأى تقرير «نيويورك تايمز» أن دعم بوش لكروز يسعى إلى توجيه رسالة أساسية للناخبين وهي «تخلّوا عن ترامب». ويؤكد ذلك ما أعلنه جيب بوش، أمس، أنّ من الضروري تجاوز «الإنقسام والسوقية اللذين أدخلهما دونالد ترامب إلى الساحة السياسية»، مضيفاً أن «هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا فيها تغيير سياسة الرئيس أوباما الفاشلة محلياً وفي الخارج وتغيير الأوضاع في بلادنا». وشدّد بوش في تصريحه على «الإشادة» بصفات كروز، عاداً إياه «محافظاً ثابتاً ومبدئياً».
وفي المعسكر الديموقراطي، تغلب بيرني ساندرز بفارق كبير على كلينتون في ولايتي يوتاه وأيداهو (وفيها أجريت انتخابات تمهيدية للديموقراطيين فقط)، بينما فازت وزيرة الخارجية السابقة بنسبة 60 في المئة من الأصوات في أريزونا، حيث العدد الأكبر من المندوبين. وبرر ساندرز نجاحه في بيان بإقبال الناخبين الشباب ومن الطبقة العاملة. إلا أن ذلك يمكن ألا يكون سوى انتكاسة بسيطة لكلينتون التي حصدت الأسبوع الماضي مئة مندوب، أكثر مما حصد ساندرز في خمسة انتخابات تمهيدية كبيرة. وبحسب تقديرات شبكة «سي.أن.أن»، من المتوقع أن تحصد كلينتون أكثر من 1700 مندوب مقابل 930 لساندرز، علماً أن عدد المندوبين المطلوب لكسب ترشيح الحزب الديموقراطي هو 2383. يذكر أن المحطات المقبلة ستكون مجالس انتخابية للديموقراطيين، يوم السبت المقبل، في ألاسكا، واشنطن وهاواي، تليها انتخابات تمهيدية للحزبين في ويسكونسن المقررة في 5 نيسان.
في سياقٍ متصل، لم يخلُ السباق الرئاسي الأميركي من الحديث عن الإرهاب عقب اعتداءات بروكسل، فقد انتقدت كلينتون في تجمّع انتخابي في سياتل ردود فعل المرشحين الجمهوريين بعد اعتداءات بروكسل. وكان ترامب قد تحدث عن العودة إلى استخدام «التعذيب» من جديد، بينما اقترح تيد كروز أن «تقوم الشرطة بدوريات في الاحياء التي يمثّل المسلمون غالبية سكانها».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)