بسداسية مقابل هدف وحيد، اكتسح المنتخب الإنكليزي منافسه البنمي في الجولة الثانية من المجموعة السابعة. أطلق الحكم المصري جهاد جريشة صافرته، معلناً بداية المباراة التي كان الجميع يتوقّع أن تكون سهلة للمنتخب الإنكليزي، نظراً إلى فارق الإمكانات بين المنتخبين. لكن لم يكن أحد، في الوقت ذاته، يتوقّع بأن يكون عنوان الشوط الأول من المباراة هو «حصّة تدريبية إنكليزية في روسيا». بدون أيّ مقدّمات، سجّل المنتخب الإنكليزي الهدف الأول مبكراً عند الدقيقة الثامنة بعد ركنية ترجمها مدافع مانشستر سيتي جون ستونز. استمر الضغط الإنكليزي على مرمى الحارس البنمي جايمي بينيدو، حيث أسفر الضغط عن ارتكاب المدافع إسكوبار خطأ داخل منطقة الجزاء، ليسجّل هاري كاين هدف منتخبه الثاني عند الدقيقة 22 من المباراة. لم يتوقّف «مهرجان» الأهداف عند هذا الحد، فقد لحق هدف هاري كاين، ثلاثة أهداف متتالية عند الدقيقة 36 و40 و46 لكل من جيسي لينغارد وهاري كاين من ركلة جزاء ثانية، وجون ستونز أيضاً من ركلة ركنية.في الشوط الثاني، لم يتغيّر شيء. أصبح هاري كاين من جرّاء ضعف الدفاع البنمي هدّافاً لكأس العالم بخمسة أهداف، مع احتساب هدفيه في المباراة الأولى أمام تونس. هكذا، سجّل كاين الهاتريك بطريقة غريبة، عبر تسديدة من رحيم ستيرلينغ ارتطمت بقدمه لتستقر في الشباك البنمية، معلنة عن اتساع الفارق إلى 6 أهداف. مع حلول الدقيقة 63، أخرج المدرب الإنكليزي غاريث ساوثغيت نجم منتخبه الأول هاري كاين من أرضية الملعب وذلك بعدما ارتاح إلى نتيجة المباراة. أماّ عن الحدث الأبرز في المباراة، فهو تسجيل المنتخب البنمي هدفاً عبر قائده فيليب بالوي لتنفجر المدرجات البنمية احتفالاً بهدفهم الأول «التاريخي» في بطولة كأس العالم نظراً الى تأهلهم الأول في هذه النسخة.
احتفل المشجعون كما لو أن الفريق انتصر في الدقيقة التسعين(أ ف ب )

ناضل «الكاناليروس» لتسجيل الهدف الذي سيبقى خالداً في ذاكرة أبناء شعبهم. لم يلعب البنميون في حزن، بل ظهروا وكأن المباراة متعادلة. تحصّل المنتخب على خطأ، وكرة ثابتة جاءت بعدها توزيعة لتحمل معها صرخةً من المدرجات. احتفل المشجعون كما لو أن الفريق انتصر في الدقيقة التسعين. اختصر الهدف الكثير من المعاني أن كرة القدم أكثر من مجرد لعبة فقط، إنما لها انعكاسات أكثر من ذلك، هذه الانعكاسات اختصرها مدرب المنتخب البنمي بابتسامته العريضة بعد الهدف. أما اللّقطة التي يمكن اعتبارها من الأجمل في بطولة روسيا فهي إشارة فيليبي بالوي صاحب الهدف إلى الجمهور وهو يذرف الدموع بكل فخر، كما لو أنه حقق البطولة.
في النهاية، نال هاري كاين جائزة أفضل لاعب في المباراة للمرّة الثانية في هذه البطولة، إلا أن الاختبارات التي تعرّض لها منتخب «الأسود الثلاثة» كمنتخبات تونس وبنما لا تعكس مدى قوّة المنتخب الإنكليزي الذي سيكون على موعد مع الاختبار الحقيقي في الجولة الثالثة عندما يكون الصراع على صدارة المجموعة أمام المنتخب البلجيكي في 28 من الشهر الجاري.