عدد المهاجرين الأفارقة بلغ قرابة 36 ألفاً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري
في هذا الإطار، ترجح مصادر عسكرية في العاصمة صنعاء، لـ«الأخبار»، أن يكون الهدف من تسهيل تدفق المهاجرين الأفارقة تجنيدهم كمرتزقة في معارك الساحل الغربي، الذي يتشابه من حيث التضاريس مع مناطق إثيوبيا والصومال، فضلاً عن رخص تكلفة استغلالهم، فيما يلفت نائب وزير الإعلام في حكومة الإنقاذ، فهمي اليوسفي، إلى أن «السعودية والإمارات تستقبلان منذ أسابيع مرتزقة من دول القرن الإفريقي للمشاركة في العدوان على اليمن، بالتنسيق مع عدد من الأنظمة الإفريقية»، معتبراً في تصريح إلى «الأخبار» أن «تحالف العدوان يكرر السيناريو نفسه الذي نُفذ في ليبيا والعراق وسوريا بالدفع بمرتزقة أجانب». كذلك، تؤكد «حركة شباب أبين الثورية»، المناهضة للإمارات، وصول الآلاف من المهاجرين الأفارقة إلى سواحل أبين، ونقل قوات موالية لأبو ظبي أعداداً كبيرة منهم، من شقرة إلى مناطق واقعة ما بين محافظتَي شبوة وأبين، محذرة من مغبّة استغلالهم في العمليات العسكرية الدائرة في الساحل الغربي، داعية أبناء المحافظة إلى التصدي للمساعي الإماراتية لتحويل أراضيهم إلى ساحات تدريب لميليشيات مسلحة، سيكون لها أثر سلبي على أمن المحافظة والجنوب، وستعرّض أيضاً للخطر حياة الآلاف من المهاجرين الأفارقة الذين يتخذون اليمن محطة «ترانزيت» للمرور إلى السعودية بحثاً عن عمل.
من جهتها، وفي إطار التنازع بينها وبين الإمارات، تتخذ سلطات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، من قضية تدفق المهاجرين وسيلة لتوجيه ضربات إلى جهود أبو ظبي. وانطلاقاً من ذلك، وجّهت وزارة الداخلية في حكومة هادي باعتقال المئات من اللاجئين الأفارقة من شوارع عدن الأسبوع الماضي، معتبرة وجودهم بهذه الكثافة «تهديداً لأمن عدن». وبفعل هذا التوجيه، اعتُقل 5000 لاجئ إفريقي، وأُودِع عدد كبير منهم في «أحواش» مغلقة، فيما وُضع الباقون في ميدان المنصورة الرياضي من دون تقديم المأكل والمشرب إليهم، وهو ما استثار انتقادات من قِبَل «منظمة الهجرة العالمية»، لتردّ عليها الجهات الأمنية التابعة لهادي بمحاولة تمويه الأسباب الحقيقية لاحتجاز اللاجئين، عبر إرجاع الأمر إلى احتمال استغلالهم من قِبَل «أنصار الله». لكن الإجراءات التي اتخذتها ما تسمى «الشرعية» لم تفلح في منع هروب قرابة 3000 لاجئ إفريقي من ملعب المنصورة أواخر الأسبوع الماضي، بمساعدة ميليشيات «الحزام الأمني» الموالية للإمارات. ووفقاً لمصادر مطلعة، فقد نُقل المئات من هؤلاء باتجاه باب المندب، ولم تُعد «منظمة الهجرة الدولية» سوى 110 منهم، فيما لا يزال الغموض يكتنف مصير المئات. وفي أعقاب تلك الحادثة، طالبت حكومة هادي، على لسان وزير الإدارة المحلية فيها عبد الرقيب فتح، الأمم المتحدة، بسرعة التدخل لاحتواء تدفق اللاجئين الأفارقة.
يذكر أن عدد المهاجرين الأفارقة إلى اليمن بلغ قرابة 36 ألفاً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، وفقاً لما يفيد به «الأخبار» مصدر في مكتب «منظمة الهجرة الدولية» في صنعاء، لافتاً إلى أن اليمن استقبل العام الماضي 150 ألف مهاجر إفريقي، عاد طوعاً منهم ثلاثة آلاف إلى بلدانهم.