مأرب | استعرت جبهات القتال في محافظات تعز ومأرب والجوف في اليومين الماضيين في محاولة من المسلحين المؤيدين للعدوان وقوات «التحالف» تغيير المشهد الميداني بالتزامن مع الأجواء الإيجابية عن قرب وقف إطلاق النار في البلاد، وبدء جولة جديدة من المفاوضات لوقف العدوان. وفي محافظة تعز التي كان الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» قد خسروا فيها مواقع مهمة في الأسابيع الماضية، تمكن الجيش و«اللجان» في اليومين الماضيين من استعادة مناطق واسعة ومواقع في الجبهة الغربية للمحافظة.
ونجح الجيش و«اللجان» في تأمين مناطق في منطقة الضباب باتجاه حدائق الصالح ومنطقة المقهاية بعد إطلاق عملية عسكرية في الجهة الغربية، ولقي نحو 80 عنصراً من المسلحين مصرعهم بينهم قائد اللواء 35 المعيّن من قبل قوات الغزو، القيادي محمد العوني، خلال المواجهات.
كذلك أطلق الجيش و«اللجان» عمليات لاستعادة السيطرة على أحياء كلابة والأربعين والزنوج وثعبات، وجرت مواجهات عنيفة في جبهات سامع جنوب المدينة.
وفيما أعلنت مصادر من القوات الموالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي سيطرتها على جبل «الهان» الاستراتيجي في تعز، أكدت مصادر عسكرية لـ«الأخبار» أن الجيش و«اللجان» تمكنوا من وقف تقدم المسلحين باتجاه الجبل حيث تدور مواجهات عنيفة في محيط الجبل خلفت قتلى وجرحى في صفوف المسلحين.
وحاول المسلحون التعويض المعنوي عن خسائرهم في تعز بالتأكيد على سيطرتهم الكاملة على مديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب.
وأوضح مدير عام مديرية حريب، ناصر القحاطي، في تصريح إلى وكالة «الأناضول»، أن القوات الموالية للرئيس هادي ومسلحي حزب الإصلاح نجحوا أمس في «تحرير المدينة».
وعلى الرغم من سيطرة القوات الموالية لهادي و«الإصلاح» على حريب إلا أن الجيش و«اللجان» لا يزالون يسيطرون على المواقع المهمة والجبال المطلة على المديرية، ومنها جبل شقير.
وكانت جبهات القتال المختلفة في محافظتي مأرب والجوف قد شهدت معارك عنيفة خلال اليومين الماضيين خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين حيث يسعى حزب «الإصلاح» لفرض واقع ميداني جديد يحقق من خلاله مكاسب ويفرض شروطه في أي مفاوضات قادمة، خصوصاً في ظل تصاعد الشكوك وغياب الثقة بين «الإصلاح» و«التحالف».
إصابة محافظ الجوف الموالي لهادي في كمين

وتتركز المواجهات العنيفة في منطقة بيحان جنوبي محافظة مأرب حيث شنّ حلفاء السعودية هجوماً واسعاً على مديرية حريب في مأرب وكذلك في بيحان التابعة لشبوة المتجاورتين من محاور متعددة، اندلعت على إثرها مواجهات عنيفة خلفت أكثر من 20 قتيلاً و40 جريحاً في صفوف قوات العدوان.
وفي مديرية بيحان، التابعة لمحافظة شبوة والمحاذية لمناطق حريب في مأرب، تصدى الجيش و«اللجان» لهجمات المسلحين تحت غطاء جوي كثيف لطائرات العدوان السعودي.
وأشارت مصادر عسكرية لـ«الأخبار» إلى أن الجيش و«اللجان» تمكنا من صدّ هجوم المسلحين وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، حيث قتل نحو 12 عنصراً من المسلحين، بينهم قيادات في تنظيم «القاعدة»، وتدمير أربع مدرعات سعودية خلال المواجهات، في حين تشهد جبهة صرواح هدوءاً نسبياً مقارنة ببقية الجبهات، باستثناء قصف مدفعي متبادل حيث فشل الغزاة والمسلحون في تحقيق أي تقدم في المنطقة خلال الأشهر الماضية.
وفي جبهة الأطراف الغربية لمحافظة مأرب، وبالتحديد في مناطق نهم والجدعان، أجبر المسلحون على التراجع من مناطق في فرضة نهم حيث فرض الجيش و«اللجان» خلال الأسبوع الماضي سيطرة تامة على جبل الشبكة وسلسلة جبلية واسعة بفرضة نهم، والتقدم باتجاه منطقة قرود في الجدعان.
وتشهد مناطق نهم والجدعان اشتباكات خفيفة وسط تقدم ميداني مستمر للجيش. وفي الجوف، شهدت المحافظة، أمس، مواجهات عنيفة بعد محاولة التفاف للمسلحين باتجاه منطقة المتون غربي مدينة الحزم حيث نجح الجيش و«اللجان» في فرض حصار مطبق على مجموعات كبيرة من المسلحين حاولت التقدم باتجاه منطقة المتون عبر خطوط خلفية وقتل العشرات منهم.
وأوضح مصدر عسكري لـ«الأخبار» إصابة محافظ الجوف الموالي للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، حسين العجي العواضي، ومصرع وإصابة سبعة من مرافقيه، بينهم نجله، في كمين للجيش استهدفهم غربي مدينة الحزم.
كذلك أشارت المصادر إلى مصرع القيادي سلطان أحمد السنتيل ومرافقه علي صالح القح، إضافة إلى عشرات المسلحين، خلال المواجهات.
في المقابل، شنّت طائرات العدوان، أمس، نحو 50 غارة على مناطق المتون والمصلوب وسدبأ غربي مدينة الحزم في الجوف، مستهدفة منازل ومزارع المواطنين ومخلفة دماراً كبيراً في البنية التحتية.