عدن | وصلت إلى مدينة عدن، يوم أمس، دفعةٌ جديدة من القوات السودانية (الجنجويد) للمشاركة ضمن قوات «التحالف» الذي تقوده السعودية. وبحسب شهود عيان، وصلت الدفعة عبر البحر ويقدّر عددها بـ 400 جندي، ثم اتجهت نحو معسكر الصولبان الواقع في مديرية خورمكسر في عدن. وأوضح الشهود أن عناصر مسلحة من «المقاومة الشعبية الجنوبية» المؤيدة للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، عملت على تأمين الخط من الميناء إلى مقر تجمع القوات السودانية، خوفاً من تعرضها لهجمات من التنظيمات المتطرفة التي باتت تسيطر على أكبر مساحة جغرافية في عدن.
وتأتي هذه الدفعة، وهي الثالثة التي يرسلها الجيش السوداني إلى اليمن، في وقتٍ سجلت فيه الأيام الماضية تقدماً للجيش اليمني و»اللجان الشعبية» باتجاه المحافظات الجنوبية.
وسبق هذه الدفعة دفعتان في تشرين الأول الماضي، يقدر قوامهما بنحو 800 جندي، بحسب ما أوضحه المتحدث باسم الجيش السوداني في حينه.
وكانت تقارير صحافية قد كشفت في وقت سابق أن السعودية أبرمت عقداً بملايين الدولارات مع الحكومة السودانية من أجل إرسال عناصر من «الجنجويد» التي عُرفت بممارسة أبشع الجرائم في جنوب السودان قبل الانفصال.
ورغم الأعداد الكبيرة لقوات «التحالف» في عدن، تعيش المدينة الجنوبية حالة غير مسبوقة من الفلتان الأمني وأعمال العنف والنهب، في ظلّ غياب كامل للدولة.
من جهة أخرى، تستمر الأزمات الاجتماعية في عدن، حيث نظم العشرات من موظفي شركة «مصافي عدن»، يوم أمس، وقفةً احتجاجية طالبت السلطات الأمنية الحالية بإيقاف النهب الممنهج الذي تتعرض له شركة مصافي عدن، من دون أي إجراءات تتخذ من قبل السلطات الحالية.
وردّد الموظفون أثناء الوقفة شعارات ضد هادي وحكومته وطالبوا بسرعة التدخل لإيقاف التدمير الممنهج الذي تتعرض له المصفاة ومعالجة كل الاختلالات، بما فيها صرف مستحقاتهم المالية الموقوفة منذ أشهر.
وفي مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، أغلق عدد من الحراس المجمع الحكومي التابع للسلطة المحلية ومنعوا الموظفين من الدخول، على خلفية قيام مسؤولين بالاستحواذ على الحوافز المالية الخاصة بهم. ورفض الحرّاس وساطةً حاولت إقناعهم بفتح المجمع أمام مديري العموم من أجل الاستمرار بالدوام وحلّ مشاكل الناس حتى تتم معالجة الموضوع، إلا أن الحراسة رفضت وأصرت على البدء بتنفيذ مطالبها أولاً.
وفي محافظة الضالع، علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة بأن خلافات حادة نشبت بين قيادات «المقاومة الجنوبية» على خلفية قيام الفصيل المسلح التابع لحزب «الإصلاح» بإرسال قوات وتعزيزات عسكرية إلى مديرية دمت التي سقطت أول من أمس بأيدي قوات الجيش اليمني و»اللجان الشعبية»، في محاولة لتعزيز قواتهم هناك.
وأوضحت المصادر أن عناصر مسلحة من «الحراك الجنوبي» حاولت منع إرسال أي تعزيزات عسكرية إلى دمت عبر معبر سناح الذي تم استحداثه أخيراً، على اعتبار أن ما يحصل في دمت لا يعني «المقاومة الجنوبية».