محمد حسام | قارئ كتاب «ما بعد الشيوخ ـ الانهيار المقبل للمالك الخليجية» للكاتب كريستوفر م. ديفدسون، والذي صدر أوّل مرة باللغة الإنكليزية في عام 2013، يتصوّر أن الكاتب سيناقش مرحلة «ما بعد الشيوخ» التي ستلحق «الانهيار المقبل للممالك الخليجية»، ولكن بعد الانتهاء من الكتاب، سيجد أنّ العنوان كان مضللاً، ولن يجد غير زيادة لمعلوماته حول تاريخ المشايخ الخليجية، بالإضافة إلى درس كيفية كتابة عناوين الكُتب لأغراض التسويق. هذا عن العنوان، أما المتن فيمكن تقسيمه إلى ثلاثة محاور رئيسة. يتناول المحور الأول نشأة الدول الخليجية، والسنوات الأولى من حكم الشيوخ، ودور الغرب (برطانيا بالتحديد) في تثبيت سلطتهم، بالإضافة إلى الأسباب الداخلية والخارجية التي ساعدت في بقاء هذهِ الدول. أمّا المحور الثاني فخصّصه لاستعراض الضغوط، الداخلية والخارجية أيضاً، التي تتعرض لها الدول الست، وكيف تعاملت مع هذهِ الضغوط المختلفة كلّ حسب إمكانياته. ليكون القسم الثالث «الانهيار المقبل» الذي يناقش فيه المخاطر التي ستهدد هذهِ الممالك في القريب العاجل إن لم تقم بإصلاحات حقيقية تساعدها على البقاء.
الكتاب بشكل عام مليء بالشواهد والمعلومات التي تدلّ على عمق إطلاع المؤلف على الحياة السياسية والاقتصادية في ممالك الخليج، بالإضافة إلى سعة علمه بواقع الحريات والحقوق في هذهِ الدول، ما يعطي القارئ صورة شبه كاملة عنها.
السؤال الأهم الذي يراود القارئ هو هل سيكون هناك تغيير سياسي في الخليج؟ هل ستشهد هذهِ الدول ربيعاً خليجياً شبيهاً بما حدث في تونس ومصر؟ وهل ستنزاح هذهِ الأنظمة القروسطية بأساليبها التي أكل الدهر عليها وشرب؟
الانطباع العام بعد قراءة الكتاب هو أن التغيير قادم لا محالة، فمصادرة الحريات، وانخفاض مستوى المعيشة، مع ارتفاع المعدل السكاني، والمشاكل بين دول الخليج، وتدخلها بشؤون بعضها الآخر، والانقسام الحاد على الأسس الطائفية، وعلى أسس طبقية، بالإضافة إلى تنامي التطرف الديني، سيعجّل في سقوط هذهِ المشايخ، أو بإجبارها على تغيير سياساتها على أقل تقدير.

أرسلوا لنا مشاركاتكم على البريد الإلكتروني:
[email protected]