أزدشير جلال أحمد | في مشهد درامي مثير، مشهد تمزيق كتاب «الأدب الإنكليزي»، بيدَي جون كيتينغ (روبن وليامز)، الذي يتحدث عن معنى الشعر، وأساليب تدريسه ومناهجه، يجترح الفيلم أشدّ زوايا حياتنا صعوبة، وأكثرها حساسية. ليس من حيث كونه فيلماً، بل بصفته بعداً فلسفياً ومعرفياً قائماً على مغذيات اجتماعية مختلفة، تتصل وتنفصل عبر فضاء الشخصيات والمناهج والتاريخ والصورة. هذه المغذيات الحياتية التي ترسم لنا طرقنا في العيش والحياة، كلّ يوم، دون أدنى حرية من جانبنا.
بأسلوب تربوي غير تقليدي، يلهم المعلّم تلامذته، أن يحبوا الشعر، أن يستمتعوا بحياتهم. يقف الطلاب فوق طاولاتهم ليروا العالم من منظور آخر، بعدما عانوا كبت المجتمع لهم. الفكر المتحرر لدى المعلّم، وكذلك الفلسفة الليبرالية التي يقدمها لتلاميذه تُحدث تأثيراً كبيراً فيهم، وخاصة في تود، الذي يرغب أن يكون كاتباً، ونيل، الذي يحلم بأن يصبح ممثلاً، برغم معارضة والده، ونوكس، الرومانسي اليائس، وستيفن المثقف الذي يتعلم كيف يستخدم قلبه وعقله معاً.
باختصار يعد الفيلم المنتج عام 1989، إخراج بيتر وير، وبطولة روبن ويليامز، دراما أميركية بامتياز. تقع أحداثه في أكاديمية ويلتون، المحافظة والأرستقراطية، في شمال شرق الولايات المتحدة سنة 1959، ويروي قصة مدرس للغة الإنجليزية يلهم طلابه من خلال تعليمهم الشعر، يلتحق الطالب الخجول (تود أندرسون) بالمدرسة التي كان شقيقه الأكبر مشهورًا فيها. يقيم تود في السكن مع زميله (نيل بيري)؛ الذي يعاني أزمة مختلفة، فعلى الرغم من وسامته وشعبيته في المدرسة، فإنه يعاني تسلط والده. يحاول الشابان مع مجموعة من أصدقائهما مواجهة تعقيدات الحياة، يتعرفان على الأستاذ (جون كيتينج)؛ مدرس اللغة الإنجليزية الجديد، الذي يحببهما بالشعر، ويكوّن معهما جمعية تُدعى «جمعية الشعراء الموتى». يحاول كيتينج من خلال الجمعية أن يساعد طلابه على استعادة التوازن في حياتهم.
الفيلم من كتابة توم شولمان، الموسيقى للشهير موريس جار، مدة عرضه 128 دقيقة، تجاوزت إيراداته 235 مليون دولار.

أرسلوا لنا مشاركاتكم على البريد الإلكتروني:
[email protected]