آمنة بدير | يقول التاريخ إن الحرب العالمية الثانية انتهت باستسلام اليابان عام 1945، لكنها في السينما لا تزال مستمرة حتى اليوم، ولا تزال أحداثها ملهمة للعديد من الأفلام التي صنعت من وحيها. "عازف البيانو" (The pianist) هو واحد من هذه الأفلام، والذي أنتج بمشاركة خمس دول أوروبية (فرنسا، بولونيا، ألمانيا، هولندا وبريطانيا)، ويعدّ واحداً من أهمّ الأفلام التي صنعت في سبيل تكريس فكرة المظلومية، ومعاناة اليهود أيام الحرب العالمية الثانية. يروي الفيلم حكاية عازف البيانو البولندي، اليهودي، فالديك سبيلمان، الذي لعب دوره الممثل أدريان برودي.
يبدأ الفيلم مع سبيلمان كعازف في الإذاعة البولندية، وسرعان ما تشتعل الحرب في المنطقة، ليتحول من رجل معروف كمبدع، إلى رجل منبوذ من المجتمع، ولاجئ في المخيمات مع عائلته، إلى حين الانفصال عنهم إثر ترحيلهم إلى الشرق، ونجاته من الموت بأعجوبة، لتبدأ رحلته مع المآسي في المنفى، والسير في طريق التيه المجهول بحثاً عن النجاة.
عمل مخرج الفيلم، رومان بولانسكي، على تقديم مجموعة من المشاهد الإنسانية المؤثرة لمجاميع من الأطفال والنساء والعجز داخل معسكرات الاعتقال، وهم في حالة العطش والجوع المهول، ممعناً في عرض قسوة الجنود الألمان في تلك المعسكرات، بينما نشاهد سبيلمان يمشي حائراً في مدينة مهجورة تحوّلت إلى حطام، معزياً نفسه بفسحة أمل، وإصرار على النجاة والنضال للبقاء حياً، راجياً الخلاص.
الحرب هي سيمفونية موسيقية، آلاتها قنبلة وبندقية وصرخة طفل ضائع، إن سمعتها مرّة سيبقى صداها يرن في أرجاء جسدك. سيمفونية يعلو صوتها على صوت رجل يعزف بسلام في قلب الدمار.


أرسلوا لنا مشاركاتكم على البريد الإلكتروني:
[email protected]