كان درساً في البث المباشر، أعطاه «مباشرة» على هواء قناة «الميادين»، الزميل سامي كليب. لا أعرف كيف خطر في بال مدير الأخبار أن يخوض في وحول اليومي التي يأنف الخوض فيها، ولسبب علمه عند الله، الزملاء المكرسون، المكتملو النمو، النجوم، مثله. هو الذي لم يعد لديه ما يثبته لمشاهديه وقرائه الكثر.
جميل هذا الشغف المهني، وهي ليست المرة الأولى التي يدير فيها سامي هواءً مباشراً، ولكن مشاركته هذه المرة كانت كما لو أنها تخفي رغبة، بالكاد مموّهة، في إعطاء درس لزملاء يافعين ربما، عادةً ما يضيعون في مثل هذه الأوقات الحرجة والمربكة، ويشتكون خاصة من غموض المثال الذي يجب أن يتبعوه في حالات كهذه. ولديهم كل الحق لكون هذا الفن، أي إدارة حدث ساخن ومأساوي على الهواء، حديث العهد في بلادنا، عكس الصحافة المكتوبة مثلاً.
هكذا، بدت إدارة سامي أشبه بإجابة «لايف» عن سؤال متكرر، تكرر تعثر تجارب البث المباشر على كافة القنوات المحلية والعربية أو الناطقة بالعربية، لا فضل لأعجمي فيها على عربي إلا بتقوى الأصول المهنية التي يجهلها جزء مهم من متعاطي المهنة اليوم، ولا يمكن أن ترسخ إلا بالتراكم، لتتحول الى رد فعل بديهي.
استوفى كليب كافة نواحي الحدث: بالمعلومة، بالتحليل، بالمقابلة، بالسياسة، بالأمن، بقراءة الدلالات وربطها بسياق مفهوم للمتابع العادي. وقبل كل ذلك، نبّه المشاهدين الى أن الميادين ستبثّ صوراً مؤذية ربما، معتذراً مسبقاً منهم وطالباً إبعاد الأطفال عن الشاشة، لكون القناة مضطرة إلى التصوير والبث في آن واحد.
استخدم سامي كلّ ما وقع تحت يده من إمكانات: مراسلو أرض، مراسلون في الخارج، ضيوف في الستوديو وعبر الهاتف، استصراح أسماء عالية الارتباط بالحدث، نبض المقلب السياسي الآخر (ولو أنه كان يحتمل قدراً أكبر من وجهات النظر غير «المستهلكة» على شاشة الميادين). لعب دوره الإنساني فأبدى استعداد القناة لنقل النداءات من الأهالي والمستشفيات وللتبرع بالدم. ليس هذا فقط، بل انتقل الى نقل مباشر من سوريا، وبالتالي أصبح المباشر مزدوجاً، لحدث آخر لا يقل أهمية عن الانفجار، أي معركة القلمون السورية. وربط المذيع الحدثين، لكونهما مرتبطين، عبر رسائل ديما ناصيف، ليعود الى الستوديو مستغلاً وجود قامة من آخر القامات السياسية التي يعتد بها في لبنان، أي كريم بقرادوني، فرئيس القناة الزميل غسان بن جدو الذي تضافرت علاقاته واتصالاته على أعلى المستويات لرفد البث المباشر بالسبق الصحافي، سبق كان قد ساهم فيه زميل من قلب الحدث، أي عباس صباغ.
المهم … من العاشرة الى الثالثة من بعد الظهر، ولا غلطة. اللهم إلا ما تعثر به من وصف لضحايا الانفجار بالقول إنه «ربما خلص عمرهم»، وهي عبارة أزعم أنه كان يندم عليها «لايف» أثناء تلفّظه بها، مباشرة على الهواء أيضاً.
ولكن، زلّة واحدة؟ فلتكن تلك الزلّة هي الاستثناء الذي يثبت للقاعدة الواسعة من الزملاء الصغار أن الحق، كل الحق معهم في التخوّف من غول البثّ المباشر. فهو أبداً ليس رصفاً للهواء بالوصف والمقابلات واللهاث وراء جمل هاربة سعياً لتلافي ثُغَر الصمت، بل هو في استيلاد الحدث بالمعلومة والسبق والتحليل الذي يسد ثغرة في الموزاييك، ما دام كان الهواء مفتوحاً، مهما طال الوقت.
باختصار، كان درساً لائقاً بالمهنة.
فعلاً... والله زمان يا سلاحي.
فعلاً و الله زمان
ayat ayat - 11/24/2013 12:25:25 PM
فعلاً و الله زمان
انقر للتصويت |
نعم ....والله زمان...
شذا نصار شذا نصار - 11/23/2013 12:29:03 PM
اوافق كاتبة المقال رايها .. وهذا كان تعليقنا اثناء مواكبة الميادين الرائعة للحدث الهام .. لا شك ان السرعة في مواكبة الحدث على الهواء مباشرة بوجود الاستاذ سامي كليب كانت لصالح الميادين .وانا شخصيا" اعتبره من افضل المحاورين السياسيين على فضائياتنا العريية . وكذلك هو بن جدو ..الذي اخترق موقع الحدث بالسرعة الكافية لتكون الميادين الاولى بجدارة في تغطية ما حصل . لم يتوانى مدير المحطة ان يكون مراسلها لنقل المقابلات من قلب الحدث ..احسن بن جدو.. وابدع سامي بتحويل برنامجه الى الحدث الطارئ وادارة الحوار والنقاش حول الكارثة ومتابعة المعلومات المصورة والمنقولة ببراعة هائلة وموضوعية اعتمدتها الميادين دوما" ..مستفيدا" من وجود كريم بقردوني الذي اعتبره من اذكى دهاة التحليل السياسي في لبنان والعالم العربي ... وفقت الميادين ...باستاذيها غسانبن جدو .وسامي كليب .في اثبات انها الافضل بين الفضائيات الاخبارية اتمنى لها الاستمرار في خطها القومي المقاوم . مع اطيب تمنياتي شكرا" للميادين التي اتمنى لها الاستمرار في ك
انقر للتصويت |
البث المباشر
احمد احمد - 11/23/2013 11:31:43 AM
و يمكن اعتباره درس بالمهنيه.هل النقد هو فقط سباب
انقر للتصويت |
يعني لم تروا فرقاً بينه وبين غيره
مجهولة مجهولة - 11/23/2013 8:51:00 AM
شكرًا لك ضحى لأنك تلفتي نظر بقية صحافيين التلفزيون لكي يأخذوا دروساً في البث المباشر من الكبير سامي كليب، وهم بأشد الحاجة لمثل يحتذوا به، شكرًا للميادين ولغسان بن جدو للمهنية العالية للمحطة التي لم تبث يوماً خطاباً تحريضياً أو طائفياً
انقر للتصويت |
لماذا تفعلين هذا بنفسك؟
مجهول - 11/21/2013 3:48:00 AM
هل من المهنية يا أستاذة ضحى، وأنت العتيقة والمهنية، التطبيل لزميل يكتب معك في نفس الجريدة؟ ومتى صار كريم بقرادوني قامة سياسية وهو رجل المخابرات المعروف؟ هل حقاً تستحق الميادين هذا؟ لماذا تفعلين هذا بنفسك؟
انقر للتصويت |
بقرادوني طبعاً قامة كبيرة
مجهول مجهول - 11/25/2013 9:07:40 AM
بقرادوني أول كتائبي أعلن أنه عربي، من الممكن أن هذا لا يعني شيئاً بالنسبة لك، لكن في الحقيقة مواقفه الثابتة هي التي ساعدت على تغيير أفكار ووعي الكثير من زملائه الكتائب، بس بدك مين يوعى ليميز الأبيض من الأسود!!
انقر للتصويت |
خبير تطبيل
مجهول - 11/24/2013 2:29:22 PM
فاتك ربما يا "خبير التطبيل، ان ما اتكلم عنه هو برنامج تلفزيوني وليس مقالة للزميل في "الأخبار". واضح انك "فهيم" أصول مهنية.
انقر للتصويت |
الى الفهيم بالتطبيل
مجهول - 11/21/2013 8:04:46 PM
عندما يحلق زميل في آداء مهني يستحق التحية. اما وصفك المقالة بالتطبيل؟ فانت أدرى، على ما يبدو عندك خبرة وفهيم بالتطبيل. انا لست خبيرة. اما بقرادوني فهو قامة احببتها ام اختلفت معها سياسيا. وحين يعن ع بالك نقد مثل هذا، فعليك، ان توقع باسمك. هذا اسمه شجاعة. اما الرشق والاختباء فليس من صفات الشجاعة الأدبية
انقر للتصويت |
الشجاعة شيء والرعونة والتهور
مجهول - 11/24/2013 5:58:40 PM
الشجاعة شيء والرعونة والتهور شيء آخر.الذي يمنع عنه الرشق بتجنب ما يستدعيه وينظر إلى عوراته أشجع من الذي تم إغراءه وتشجيعه واستدراجه لرشق بيوت من زجاج.
انقر للتصويت |
شكرا لك يا صديقتي العزيزة. ان
مجهول - 11/20/2013 1:19:18 AM
شكرا لك يا صديقتي العزيزة. ان تاتي شهادة من زميلة محترفة ومحترمة مثلك فاعتزازي كبير . وان تاتي من صديقة عمر ورفيقة كفاح مهني فأشعر كم اني مقصر بالتواصل. في كل الأحوال الف شكر ومليون باقة ورد ومحبة
انقر للتصويت |
فينا نعتبره تطييب لكاتب في
مجهول - 11/19/2013 7:59:34 PM
فينا نعتبره تطييب لكاتب في نفس الجريدة؟
انقر للتصويت |
ان المقال تحدث عن حقائق مهنية
امل امل - 11/23/2013 12:10:07 PM
ان المقال تحدث عن حقائق مهنية وحرفية لا متناهية في نقل الحقيقة تتحلى فيها قناة الميادين والاستاذ سامي كليب اعتقد ان بعض "التطييب " ان جاز التعبير حسب رأيكم لا بأس به ويستحقون اكثر من ذلك
انقر للتصويت |